responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 733
إعراب "لسوف أخرج حيا" وإثبات بقاء اللام على توكيدها
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[12 - 08 - 2012, 09:00 م]ـ
(1)
في شهر رمضان تكثر المسابقات القرآنية، وفي أحدى مسابقات رمضان هذا العام جاء السؤال الآتي:
* آية فيها لام توكيد ليست للتوكيد.
وكان سؤالا محيرا، وبالبحث عثر على أساس هذا السؤال في كتاب "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي:
فائدة
قوله تعالى: {وَيَقُولُ الْأِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّا}، قال الجرجاني في نظم القرآن: ليست اللام فيه للتأكيد؛ فإنه منكر، فكيف يحقق ما ينكره؟ وإنما قاله حكاية لكلام النبي الصادر منه بأداة التأكيد، فحكاه، فنزلت الآية على ذلك.
وهذا الكلام يستدعي مزيد بحث في كتب إعراب القرآن الكريم، فوجدت أنها باقية على توكيديتها، وهاكم النصوص الآتية.
(2)
يقول تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا} [مريم: 66].
1 - "إعراب القرآن" لابن سيده
وقال الزمخشري: فإن قلت: لام الابتداء الداخلة على المضارع تعطي معنى الحال، فكيف جامعت حرف الاستقبال؟ قلت: لم تجامعها إلاّ مخلصة للتوكيد كما أخلصت الهمزة في يا الله للتعويض، واضمحل عنها معنى التعريف انتهى.
وما ذكر من أن اللام تعطي معنى الحال مخالف فيه، فعلى مذهب من لا يقول ذلك يسقط السؤال، وأما قوله كما أخلصت الهمزة إلى آخره فليس ذلك إلاّ على مذهب من يزعم أن الأصل فيه إله، وأما من يزعم أن أصله لاه فلا تكون الهمزة فيه للتعويض إذ لم يحذف منه شيء، ولو قلنا إن أصله إله وحذفت فاء الكلمة لم يتعين أن الهمزة فيه في النداء للتعويض، إذ لو كانت للعوض من المحذوف لثبتت دائماً في النداء وغيره، ولما جاز حذفها في النداء قالوا: يا الله بحذفها وقد نصوا على أن قطع همزة الوصل في النداء شاذ.

2 - "الدر المصون في علم الكتاب المكنون" للسمين الحلبي
قوله: {أَإِذَا مَا مِتُّ}: "إذا" منصوبةٌ بفعلٍ مقدرٍ مدلولٍ علي بقوله تعالى: {لَسَوْفَ أُخْرَجُ} تقديرُه: إذا مِتُّ أُبْعَثُ أو أُحيا. ولا يجوز أن يكونَ العاملُ فيه "أُخْرِج" لأنَّ ما بعد لام الابتداء لا يعمل فيما قبلها. قال أبو البقاء: "لأنَّ ما بعد اللامِ وسوف لا يَعْمل فيما قبلها كإنَّ". قلت: قد جضعَلَ المانعَ مجموعَ الحرفين: أمَّا اللامُ فمُسَلَّمٌ، وأمَّا حرفُ التنفيسِ فلا مَدْخَلَ له في المنع؛ لأنَّ حرفَ التنفيسِ يَعْمَلُ ما بعده فيما قبله. تقول: زيداً سأضرب، وسوف أضرب، ولكنْ فيه خلافٌ ضعيفٌ، والصحيحُ الجوازُ، وأنشدوا عليه:
3247 - فلمَّا رَأَتْه أمُّنا هانَ وَجْدُها * وقالت أبونا هكذا سوف يَفْعَلُ
فـ "هكذا" منصوب بـ "يَفْعَل" بعد حرف التنفيس.
وقال ابن عطية: واللامُ في قوله: "لَسَوْف" مجلوبةٌ على الحكاية لكلامٍ تقدَّم بهذا المعنى، كأنَّ قائلاً قال للكافر: إذا مِتَّ يا فلان لسوف تُخْرَجُ حَيَّا، فقرَّر الكلامَ على جهةِ الاستبعادِ، وكرَّر اللامَ حكايةً للقول الأول".
قال الشيخ: "ولا يُحتاج إلى هذا التقدير، ولا أن هذا حكايةُ لقولٍ تقدَّمَ، بل هو من كلامِ الكافرِ، وهو استفهامٌ فيه معنى الجحدِ والاستبعادِ".
وقال الزمخشري: "لامُ الابتداءِ الداخلةُ على المضارع تعطي معنى الحالِ، فكيف جامَعَتْ حرفَ الاستقبال؟ قلت: لم تجامِعْها إلا مُخْلِّصَةً للتوكيد كما أَخْلَصَت الهمزةُ في "يا الله" للتعويض، واضمحلَّ عنها معنى التعريف". قال الشيخ: "وما ذَكَرَ مِنْ أنَّ اللامَ تعطي الحالَ مخالَفٌ فيه، فعلى مذهبِ مَنْ لا يرى ذلك يُسْقط السؤال. وأمَّا قولُه: "كما أَخْلَصَت الهمزة" فليس ذلك إلا على مذهبِ مَنْ يزعم أنَّ أصلَه إلاه، وأمَّا مِنْ يزعم أنَّ أصله: لاه، فلا تكون الهمزةُ فيه للتعويضِ؛ إذ لم يُحْذَفْ منه شيءٌ، ولو قلنا: إن أصلَه إلاه، وحُذِفَتْ فاءُ الكلمة، لم يتعيَّنْ أنَّ الهمزةَ فيه في النداء للتعويض، إذ لو كانَتْ عوضاً من المحذوف لَثَبَتَتْ دائماً في لانداء وغيرِه، ولَمَات جاز حذفُها في النداء، قالوا: "يا الله" بحَذْفِها، وقد نَصُّوا على أن [قطعَ] عمزةِ الوصل في النداء شاذ".
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 733
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست