responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 546
ومن الأسماء المبنية على الكسر (حذامِ وأمسِ) ولكن وقع اختلاف بين قبائل العرب في ضبط آخرهما على التفصيل الآتي:
أولا: ذهب أهل الحِجاز إلى بناء كل علم مؤنث على وزن فَعَالِ على الكسر مثل: (حَذَامِ، سَجَاحِ، رَقَاشِ، قَطَامِ).
وذهب أهل نجْد وهم بنو تميم إلى إعراب تلك الأعلام إعراب ما لا ينصرف بالضمة رفعا وبالفتحة نصبا وجرًا بلا تنوين.
يقول أهل الحجاز: جاءَتْ حَذامِ، ورأيتُ حَذامِ، ومررتُ بحَذامِ، حذامِ: اسم مبني على الكسر في محل رفع فاعل في المثال الأول، وفي محل نصب مفعول به في المثال الثاني، وفي محل جر بالباء في المثال الثالث.
ويقول أهل نجد: جاءَتْ حَذامُ، ورأيتُ حَذامَ، ومررتُ بحَذامَ، حذام: فاعل مرفوع بالضمة في المثال الأول، ومفعول به منصوب بالفتحة في المثال الثاني، واسم مجرور بالفتحة لأنه اسم غير منصرف في المثال الثالث.
ثانيا: ذهب أهل الحجاز إلى بناء (أمسِ) أي اليوم الذي قبل يومك على الكسر، وذهب أهل نجد إلى إعرابه إعراب ما لا ينصرف.
يقول أهل الحجاز: مضى أمسِ، وأحببتُ أمسِ، وما رأيتُ زيدًا مُذْ أمسِ، أمسِ: اسم مبني على الكسر في محل رفع فاعل في المثال الأول، وفي محل نصب مفعول به في المثال الثاني، وفي محل جر بمذْ في المثال الثالث.
ويقول أهل نجد: مضى أمسُ، وأحببتُ أمسَ، وما رأيتُ زيدًا مُذْ أمسَ، أمس: فاعل مرفوع بالضمة في المثال الأول، ومفعول به منصوب بالفتحة في المثال الثاني، واسم مجرور بالفتحة لأنه اسم غير منصرف في المثال الثالث.
ومن الأسماء المبنية على الضم (قبلُ وبعدُ وأمامُ وخلفُ وفوقُ وتحتُ) في بعض الحالات، ولها تفصيل إليكَ بيانه:
إن قبل وأخواتها أسماء وضعت لتضاف إلى ما بعدها لأن معناها مبهم لا يتضح إلا بالإضافة تقول جئتُ قبلَ الظهرِ، فلو لم تضف قبل إلى الظهر لما فهم المقصود ولقيل لك قبل ماذا؟ ولها من حيث الإضافة حالات:
أولا: أن يذكر المضاف إليه في اللفظ فحينئذ تعرب على أنها ظرف زمان منصوب ويجوز أن تجر بمِنْ.
تقول: جئتُ قبلَ زيدٍ، أو جئتُ مِنْ قبلِ زيدٍ، وقبل في المثال الأول: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف، وزيدٍ مضاف إليه مجرور، وفي المثال الثاني: اسم مجرور بمن وهو مضاف، وزيد مضاف إليه.
ثانيا: أن لا يذكر المضاف إليه في اللفظ وفيها ثلاثة أقسام:
1 - أن يحذف المضاف إليه في اللفظ ولكن ينوى لفظه أي يقدر وجوده ويكون مقصودا للمتكلم وإن لم ينطق به فتعرب الإعراب السابق مثل: (جئتكُ قبلَ زيدٍ وبعدَ) أي وبعدَ زيدٍ، فزيد محذوف في اللفظ ولكنه منوي بعينه أي مقدر مقصود للمتكلم وملحوظ في ذهنه، فيعرب بعد: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، ويجوز جره بمِن: جئتكُ مِن قبلِ زيدٍ ومِن بعدِ، أي ومن بعدِ زيد، ولا ينونان في هذه الحالة.
2 - أن يحذف المضاف إليه في اللفظ ولكن ينوى معناه أي ينوى إضافته إلى اسم يؤدي المعنى من غير تقدير لفظ بعينه، فحينئذ يبنى على الضم، تقول: جئتُكَ قبلَ الظهرِ وبعدُ أي وبعد ذلك أو بعد الظهيرة أو بعد الزوال فتقدر أي لفظ يصلح.
قال تعالى: (للهِ الأمرُ مِنْ قبلُ ومِنْ بعدُ) قبل وبعد: اسمان مبنيان على الضم في محل جر بمِن، لأن المضاف إليه منوي ولكن بمعناه أي لم ينو لفظ بخصوصه، فلك أن تقدر أي لفظ يتأدى المعنى به، وهذا بخلاف الحالة التي قبلها فقد نوي لفظ بعينه وبخصوصه فلا يحل لفظ محله إطلاقا، فنقول في تقدير الآية: لله الأمر من قبل الغلب ومن بعد الغلب أو من قبل الظفر على الأعداء ومن بعده أو أي لفظ يؤدي الغرض.
3 - أن لا يذكر المضاف إليه ولا ينوى فحينئذ ينصب ويجر مع التنوين مثل: جئتُ قبلًا وبعدًا، أو جئتُ من قبلٍ ومن بعدٍ.
فتلخص أن قبل وبعد – وكذا أخواتهما - لهما أربع حالات:
أولها: أن يضافا إلى ما بعدهما ويكون المضاف إليه ملفوظا به في الكلام مثل: جئتُ قبلَ الظهرِ وبعدَهُ.
ثانيها: أن لا يضافا في اللفظ إلى ما بعدهما، ولا ينوى المضاف إليه فليس له وجود لا في اللفظ ولا في النية مثل: ربحتُ في هذه التجارةِ وكنتُ قبلًا لا أظفر بشيء.
ثالثها: أن لا يضافا في اللفظ إلى ما بعدهما ولكن المضاف إليه منوي بعينه مثل: جئتُ قبلَ زيدٍ وبعدَ.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 546
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست