responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 513
الدرس التاسع من دروس شرح متن قطر الندى.
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[06 - 07 - 2013, 09:48 م]ـ
الدرس التاسع

مواضع إضمار أَنْ

قد علمت أن (أَنْ) تنصب ظاهرة ومضمرة، وقد سبق ذكرها ظاهرة، وآن أوان بيان مواضع إضمارها.
فينصب المضارع بأنْ مضمرة في المواضع التالية:
أولا: بعد لام الجر سواء أكانت للتعليل أم للجحود، فهنا قسمان:
لام الجر التي تفيد التعليل وهي: التي يكون ما بعدها سببا فيما قبلها.
مثل: جئتُ لِأَتعلمَ، فاللام هنا حرف جر يفيد التعليل أي جئت من أجل أن أتعلم، فالتعلم هو سبب المجيء.
وإضمار أَنْ هنا جائز لأنه يصح أن تظهرها فتقول: جئتُ لأَنْ أتعلمَ.
وإعرابه: اللام: حرف جر: أتعلمَ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، وأنْ المصدرية والفعل في تأويل مصدر مجرور باللام، والتأويل: جئتُ للتعلمِ.
ولام الجر التي تفيد النفي وتسمى لام الجحود هي: التي تقع بعد ما كان أو لم يكن.
مثل: ما كنتُ لأَفعلَ الشرَّ، فاللام هنا حرف جر يفيد النفي أي تأكيد النفي الحاصل بـ ما كان.
ومثل: لمْ أكنْ لأَتركَ الواجبَ، فاللام هنا حرف جر يفيد النفي أيضا أي تأكيد النفي الحاصل بـ لم يكن.
وإضمار أَنْ هنا واجب لأنه لا يصح أن تقول: ما كنتُ لأَنْ أفعلَ الشرَّ، ولم أكنْ لأَنْ أتركَ الواجبَ.

ثانيا: بعد حتى الجارة سواء أكانت بمعنى كي أو إلى.
فتكون بمعنى (كي) إذا كانَ ما قبلها سببا فيما بعدها.
كقولكَ لكافرٍ: أسلمْ حتى تدخلَ الجنةَ، أي كي تدخل الجنة؛ لأن الإسلام سبب دخول الجنة.
وتكون بمعنى (إلى) إذا كان ما بعدها غايةً لما قبلها أي نهايةً.
كقولك لشخص: سأبقى هنا حتى تطلعَ الشمسُ، أي إلى أنْ تطلع الشمس، فطلوع الشمس غاية لبقائك، وليس ناشئا من بقائك لأن الشمس تطلع سواء بقيتَ أم لم تبقَ، بخلاف المثال السابق فإن دخول الجنة ناشئ من الإسلام.
وإضمار أنْ بعد حتى واجب؛ فلا يصح أن تقول: أسلمْ حتى أنْ تدخلَ الجنةَ، أو سأبقى هنا حتى أَنْ تطلعَ الشمسُ.
وشرط نصب المضارع بعد حتى أن يكون دالا على الاستقبال لا الحال كما في المثالين السالفين فإن المتكلم حين ينطق بقوله أسلم حتى تدخل الجنة، لم يكن قد تحقق دخول الجنة بعد بل هو أمر مستقبل، وحين يقول: سأبقى هنا حتى تطلع الشمس لم تكن حينها الشمس قد طلعت، فزمن النطق بالكلام متقدم على تحقق المضارعين (تدخل- تطلع) فيجب نصبهما.
وأما إذا كان يراد بالمضارع الذي يلي حتى الحال بأن كان زمن النطق بالكلام هو زمن تحقق الفعل فحينئذ يرفع المضارع.
مثل: سرتُ حتى أدخلُ المدينةَ، إذا قلتَ ذلك وأنت في حالة الدخول، فيكون زمن نطقك بالكلام هو نفسه زمن تحقق الدخول أي تحقق المضارع الذي يلي حتى، فحينئذ نرفع المضارع بعد حتى.
ومثل: تتذوق الأمُ الطعامَ الآن حتى تعرفُ مِلحهُ، فأنت في وقت نطقك بالجملة، كانت الأم تتذوق الطعام وتعرف ملحه أي أن زمن تحقق الفعل المضارع تعرف هو نفسه زمن النطق بالجملة، فحينئذ نرفع المضارع بعد حتى.
فخلاصة المسألة أنه: إذا كان الفعل مستقبلًا بعدَ حتى نصبتَ، وإذا كان حالًا رفعتَ. فقولك: أسيرُ حتى أدخل البصرة، إذا لم يحصل الدخول بعدُ نصبتَ (أدخل) وإذا كان قد حصل الدخول رفعت (أدخل).
مثال النصب قول الله تعالى: (قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى)، فرجوع موسى مستقبل لقولهم لن نبرح عليه عاكفين .. ، فوجب نصب المضارع، حتى: حرف جر مبني على السكون، يرجعَ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، والفاعل مستتر تقديره هو، وأن المضمرة والفعل بعدها بتأويل مصدر مجرور بحتى والتأويل حتى رجوعِ موسى.

ثالثا: بعد أو العاطفة التي بمعنى إلى أو إلا.
فالأول مثل: لأَلزَمَنَّكَ أَوْ تَقْضِيَنِي حَقِّي، أي إلى أنْ تقضيَني حقي.
والثاني مثل: لأَقْتُلَنَّكَ أَوْ تستسْلِمَ، أي إلا أنْ تستلمَ، فلا أقتلنك.
وإضمار أنْ هنا واجب فلا يصح أن تقول: أو أنْ تقضيَني حقي، أو أنْ تستسلمَ.

رابعا: بعد فاءِ السببيَّةِ.
وهي: التي تفيد أن ما قبلها سبب لما بعدها. مثل: اجتهدْ فتنجحَ، فالفاء هنا للسببية لأن الاجتهاد سبب للنجاح.
ويشترط لنصب المضارع بعد الفاء أن يسبق الفاء نفي محضٌ، أو طلب بالفعل.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 513
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست