responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 486
الدرس السادس عشر من دروس شرح متن قطر الندى.
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[30 - 07 - 2013, 06:35 ص]ـ
الدرس السادس عشر

تعدد الخبر

الأصل أن يخبر عن المبتدأ بخبر واحد، وقد يخبر عنه بخبرين فأكثر.
تقول: زيدٌ قويٌّ غنيٌّ، فزيدٌ مبتدأ، وقوي: خبر أول لزيد، وغني: خبر ثان لزيد.
مثال: قال الله تعالى: (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) هو: مبتدأ، الغفور: خبر أول، الودود: خبر ثان، ذو: خبر ثالث، العرشِ: مضاف إليه، المجيدُ: خبر رابع، فعال: خبر خامس، اللام: حرف جر، ما: اسم موصول بمعنى الذي في محل جر، يريد: فعل وفاعل مستتر والجملة صلة والعائد محذوف والتقدير فعال للذي يريده.

أنواع تعدد الخبر

تعدد الخبر على نوعين:
الأول: أن يكون متعددا في اللفظ والمعنى جميعا، وعلامته صحة الاقتصار على بعض الأخبار.
مثل: زيدٌ قويٌ غنيٌّ، فهنا لو اقتصرت على أحدهما وقلت: زيدٌ قويٌّ صح.
ويجوز في هذا النوع العطف بأن تقول: زيدٌ قويٌّ وغنيٌّ.
الثاني: أن يكون متعددا في اللفظ دون المعنى، وعلامته عدم صحة الاقتصار على بعض الأخبار.
مثل: الرمانُ حلوٌ حامضٌ، فهنا ليس المقصود أن الرمان بعضه حلو وبعضه حلو بل المقصود أنه اجتمع فيه الوصفان معا فكان طعمه بين الحلاوة وبين الحموضة فالخبران معا بمنزلة خبر واحد.
فهذا النوع لا يجوز فيه العطف فلا تقل الرمانُ حلوٌ وحامضٌ لأن مجموع الخبرين بمنزلة خبر واحد.
وليس من تعدد الخبر قولك: الزيدانِ كاتبٌ وشاعرٌ لأن المقصود أن أحد الزيدين كاتب والثاني شاعر، فهنا لا يوجد خبران لمبتدأ واحد بل مبتدءان وخبران فهذا النوع يجب أن يؤتى فيه بحرف العطف فلا تقل: الزيدان كاتب شاعرٌ.
وكذلك ليس من تعدد الخبر قولك: زيدٌ طبيبٌ ماهرٌ، إذا قصدت أنه ماهرٌ في الطب، فماهر صفة لطبيب. أما إذا قصدت أنه ماهر في أمور كثيرة فهو خبر ثان.

تقديم الخبر على المبتدأ

الأصل في الخبر أن يتأخر عن المبتدأ، ولكنه قد يتقدم عليه إما جوازا أو وجوبا.
أولا: يتقدم الخبر جوازا في مثل قولك: في الدارِ زيدٌ، في الدار: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف، زيدٌ: مبتدأ مؤخر، ويجوز تأخره على الأصل نحو: زيدٌ في الدار، وكذا: عندَكَ زيدٌ، وزيدٌ عندكَ، مما كان المبتدأ معرفة والخبر شبه جملة.
ثانيا: يتقدم الخبر وجوبا في المواضع التالية:
1 - أن يكون المبتدأ نكرة والخبر شبه جملة.
مثل: في الدارِ رجلٌ، وعندَكَ كتابٌ.
2 - أن يكون الخبر مما له الصدارة في الكلام.
مثل أسماء الاستفهام فهي لا يجوز أن تتأخر بل تقع في صدر الجملة فيقال: أينَ زيدٌ، ولا يقال زيدٌ أينَ، وكيف ماتَ عمروٌ ولا يقال ماتَ عمروٌ كيف. ففي قولنا: أينَ زيدٌ، أينَ: اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم، زيدٌ: مبتدأ مؤخر.
وضابط معرفة إعراب أسماء الاستفهام هو النظر إلى جواب الاستفهام، ففي قولنا: أينَ زيدٌ؟ يقال: زيدٌ في الدارِ مثلا فقولنا في الدار خبر وهو يقابل (أينَ) فدل على أنها خبر أيضا، وفي قولنا: مَنْ في الدارَ؟ يقال: في الدارِ زيدٌ، فزيد هنا مبتدأ وقد وقع مقابلا لـ (مَنْ) فدل على أنها مبتدأ أيضا.
3 - أن يكون في المبتدأ ضمير يعود على بعض الخبر.
مثل: في الدارِ صاحبُها، فهنا في الدار: خبر مقدم، وصاحبها: مبتدأ مؤخر، ولا يجوز أن تقول: صاحبها في الدار؛ لأنه سيعود الضمير على جزء الخبر وهو الدار وهو متأخر لفظا ورتبة وهذا لا يجوز.
توضيحه: الأصل في الضمير أن يعود على متقدم عليه تقول: زيدٌ ضربتُه فتعود الهاء على زيد المتقدم عليها، فإن عاد على متأخر عنه في اللفظ نظرنا فإن كانت رتبته متقدمة فذلك جائزٌ مثل: حملتْ ثمارَها الشجرةُ، فالضمير (ها) في ثمارها عائد على الشجرة التي هي الفاعل، وهذا جائز لأن رتبة الفاعل متقدمة على رتبة المفعول به أي أن الأصل أن يأتي الفعل ثم الفاعل ثم المفعول به، فإذا قدمنا المفعول به واشتمل على ضمير عائد على الفاعل المؤخر فذلك جائز لأن الأصل هو حملت الشجرة ثمارها.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 486
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست