نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 452
نحو جُلِسَ في حديقةٍ واسعةٍ، وفُرِحَ بنصرِ المسلمين، فلا يصح أن يقال: جُلِسَ في حديقةٍ أو: فُرِحَ بنصرٍ.
ج- والمتصرف مِن المصادر هو: الذي يخرج من النصب على المصدرية إلى التأثر بالعوامل المختلفة، نحو: أكل، وكتابة. بخلاف سبحانَ الله، فإنه ملازم للنصب والإضافة فلا يقع نائب فاعل وهو مفعول مطلق بفعل محذوف والتقدير: أُسَبِّحُ سبحانَ اللهِ.
والمختص من المصادر هو: ما اختص بنوع اختصاص كإضافة أو وصف. نحو: ضُرِبَ ضربُ المنتقمِ، أو ضُرِبَ ضربٌ شديدٌ.
لازلنا في الحديث عن الفاعل وأحكامه حيث قال المصنف: (والأصلُ) في الفاعل (أَنْ يَليَ عامِلَهُ، وقدْ يتأخَّرُ) الفاعل ويتقدم عليه المفعول (جوازًا نحوُ) قوله تعالى (وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) ففاعل جاء هو النذر وقد تقدم عليه المفعول به آلَ فِرعونَ (و) كما في قول الشاعر يمدح عمر بن عبد العزيز رحمه الله: جاءَ الخلافةَ أَوْ كانتْ لهُ قَدَرًا (كَمَا أتى ربَّهُ موسى على قَدَرِ) والشاهد فيه تقديم المفعول به ربَّه على الفاعل موسى، وهذا التقديم جائز لا واجب (ووجوبًا نحوُ) قوله تعالى (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ) فهنا اتصل بالفاعل ربه ضمير يعود على المفعول به إبراهيمَ، فلو قدم الفاعل وقال: ابتلى ربُّه إبراهيمَ، لعاد الضمير على متأخر في اللفظ، ومتأخر في الرتبة؛ لأن رتبة المفعول به متأخرة عن الفاعل، وذلك لا يجوز (و) نحو قولك (ضَرَبَنِي زيدٌ) فلو قدم الفاعل لقيل: ضربَ زيدٌ إيايَّ، وهو يقتضي فصل الضمير مع إمكان اتصاله وهو لا يجوز (وقَدْ يجبُ تأخيرُ المفعولِ) به عن الفاعل وتقديم الفاعل عليه (كضربتُ زيدًا) إذْ لو قدم المفعول به لقيل: ضربَ زيدًا أنا، فينفصل الضمير مع إمكان اتصاله وهذا لا يجوز (و) نحو قولك (ضربَ موسى عيسى) فعيسى هو المفعول به ولا يجوز أن يكون الفاعل لأنه لا دليل هنا في اللفظ يعين الفاعل من المفعول به فوجب اعتبار المتقدم هو الفاعل والمتأخر هو المفعول به (بخلافِ: أرضَعتِ الصُغرى الكُبرى) مما وجدت فيه قرينة تعين الفاعل من المفعول به فلا بجب حينئذ اعتبار المتقدم هو الفاعل وذلك نحو: أرضعتِ الصغرى الكبرى، فالكبرى فاعل، والصغرى مفعول به، وإنما جاز ذلك رغم عدم وجود علامة لفظية لقيام قرينة معنوية وهي أن الكبيرة هي التي ترضع الصغيرة لا العكس. (وقدْ يتقدمُ) المفعول به (على العاملِ جوازًا نحوُ) قوله تعالى (فَرِيقًا هَدَى) ففريقا: مفعول به مقدم جوازا (ووجوبًا نحوُ) قوله تعالى (أَيًّا مَا تَدْعُوا) فأيًّا: مفعول به مقدم وجوبا لأنه اسم شرط وهو له الصدارة في الكلام. ثم ذكر هنا نعم وبئس لأن فاعلهما يشترط فيه شروط خاصة فقال: (وإذا كانَ الفعلُ نِعْمَ أَوْ بِئْسَ فالفاعلُ إمَّا معرَّفٌ بألْ الجنسيَّةِ نحوُ) قوله تعالى (نِعْمَ
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 452