responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 411
قد يأتي التمييز غير مبين لهيئة أو نسبة بل يكون مؤكِّدًا نحو: عندي من الأقلامِ عشرونَ قلمًا، فقلمًا: تمييز منصوبٍ، وهو مؤكد لأنه لم يفد معنى جديدا إذْ قد علم من قولكَ من الأقلام أن العشرين من الأقلام لا من غيرها.
ومنه قوله تعالى: (إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا).

(شرح النص)

والتمييزُ وهوَ اسمٌ فضْلَةٌ نكرةٌ جامدٌ مُفَسِّرٌ لما انبهمَ من الذَّواتِ.
وأكثرُ وقوعهِ بعدَ المقاديرِ كجَرِيبٍ نخلًا، وصاعٍ تمرًا، ومَنَوَيْنِ عسلًا، والعددِ نحوُ: (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا) إلى تسعٍ وتسعينَ، ومنهُ تمييزُ كمِ الاستفهاميةِ نحوُ كمْ عبدًا ملكتَ.
فأمَّا تمييزُ الخبريَّةِ فمجرورٌ، مفردٌ كتمييزِ المائةِ وما فوقَها، أو مجموعٌ كتمييزِ العشَرَةِ وما دونَها.
ولكَ في تمييزِ الاستفهامِيَّةِ المجرورةِ بالحرفِ جرٌّ ونصبٌ.
ويكونُ التمييزُ مُفَسِّرًا للنِّسبةِ مُحَوَّلًا كـ (اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا) (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا) (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا).
أو غيرَ محوَّلٍ نحو امتلأ الإناءُ ماءً.
وقدْ يؤكِّدانِ نحوُ (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) وقولِهِ: منْ خيرِ أديانِ البريَّةِ دينا، ومنهُ: بئسَ الفحلُ فَحْلُهُم فحلًا خلافًا لسيبويهِ.
.................................................. .................................................. ...................
ثم بدأ بمنصوب آخر وهو التمييز وهو منصوب في أغلب أحواله لأنه قد يجر فقال: (والتمييزُ) معطوف على المفعول في قوله: بابٌ المفعولُ منصوبٌ، أي والتمييز منصوبٌ (وهوَ اسمٌ) أي صريح فلا تقع الجملة ولا شبهها تمييزا (فضْلَةٌ) لا عمدة من الكلام (نكرةٌ) لا معرفة (جامدٌ) لا مشتق (مُفَسِّرٌ لما انبهمَ من الذَّواتِ) أي ومن النسب ولا بد من إضافة هذا القيد ليكون التعريف جامعا لنوعي التمييز (وأكثرُ وقوعهِ) أي تمييز الذات (بعدَ المقاديرِ) وهي تشمل المساحة (كجَرِيبٍ نخلًا) والجريب= 60 ذراعا × 60 ذراعا، على ما قيل (و) يشمل الكيل نحو (صاعٍ تمرًا) والصاع= 2040 غم (و) يشمل الوزن نحو (مَنَوَيْنِ عسلًا) المن= 765 غم (و) بعد (العددِ نحوُ) قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام: إنّي رأيتُ (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا) فكوكبا: تمييز لأحد عشر (إلى تسعٍ وتسعينَ) وما بينها فالعدد من 11 إلى 99 يكون مفردا منصوبا (ومنهُ) أي ومن تمييز العدد (تمييزُ كمِ الاستفهاميةِ) لأن كم الاستفهامية بمعنى: أي عدد (نحوُ كمْ عبدًا ملكتَ) فكم هنا بمعنى: أي عدد من العبيد ملكتَ، فلذا عد النحاة تمييزها من تمييز العدد، ويكون مفردا منصوبا.
(فأمَّا تمييزُ) كم (الخبريَّةِ فمجرورٌ) دائما وتمييزها إما (مفردٌ) وهو أكثر وأبلغ نحو كمْ عبدٍ اعتقنا، تريد الإخبار بكثرة ما اعتقتم، وهو حينئذ (كتمييزِ المائةِ وما فوقَها) فيكون مفردا مجرورا كقولك: عندي مائةُ قلمٍ ومائتا كتابٍ وألفُ ورقةٍ، وإما (مجموعٌ) نحو كم عبيدٍ اعتقنا، وهو حينئذ (كتمييزِ العشَرَةِ وما دونَها) فيكون جمعا مجرورا كقولك: عندي عشرة أقلامٍ، وأربعةُ دفاترٍ.
(ولكَ في تمييزِ الاستفهامِيَّةِ المجرورةِ بالحرفِ جرٌّ ونصبٌ) أي يجوز أن تقول بكم دينارٍ اشتريتَ الكتابَ، أو بكمْ دينارًا اشتريت الكتابَ.

(ويكونُ التمييزُ مُفَسِّرًا للنِّسبةِ) أيضا وهو إما أن يكونَ (مُحَوَّلًا) عن أصل سواء أكان أصله فاعلا (كـ) قوله تعالى (اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا) والأصل اشتعلَ شيبُ الرأسِ، أو كان أصله مفعولا به كقوله تعالى (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا) والأصل فجرنا عيونَ الأرضِ، أو كان أصله مبتدأ كقوله تعالى (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا) والأصل مالي أكثر من مالك (أو غيرَ محوَّلٍ نحو امتلأ الإناءُ ماءً) إذْ لا يصح أن يقال امتلأ ماءُ الإناءَ؛ لأن الماء لا يمتلئ.
(وقدْ يؤكِّدانِ) أي قد يكون الحال والتمييز غير مفسرين لمبهم بل يكونا مؤكِّدَينِ لما قد علم قبل ذكرهما، مثال الحال المؤكدة (نحوُ) قوله تعالى: (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) لأن معنى العثو هو الفساد، (و) مثال التمييز المؤكد (قولِهِ) هو أبو طالب عمّ النبي صلى الله عليه وسلم ووالد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: وَلَقَدْ عَلِمْتُ بأَنَّ دِينَ مُحَمَّدٍ ... (منْ خيرِ أديانِ البريَّةِ دينا) فدينا: تمييز مؤكد (ومنهُ) أي من التمييز المؤكد (بئسَ الفحلُ فَحْلُهُم فحلًا) هو جزء من بيت شعر لجرير بن عطية يهجو به الأخطل التغلبي النصراني هو: والتَّغْلَبِيُّونَ بِئسَ الفحلُ فحلُهمُ ... فحلًا وأُمُّهُمُ زَلَّاءُ مِنْطِيقُ، التغلبيونَ: قوم من العرب كانوا على دين النصارى، الفحل: أراد به هنا أباهم، زلَّاء: هي المرأة إذا كانت قليلة لحم الأليتين، مِنْطيق: المراد به هنا التي تكبر مؤخرتها بالخرق تفعل ذلك سترا لسوء حالها وإنما كانت كذلك لشدة العمل والفقر، والشاهد فيه هو قوله: بئس الفحلُ فحلُهم فحلا، فبئسَ: فعل ماض لإنشاء الذم، والفحل: فاعل بئس، فحلهم: مبتدأ مرفوع مؤخر والجملة قبله في محل رفع خبر مقدم والأصل فحلُهم بئس الفحلُ، وفحلًا: تمييز منصوب وهو هنا مؤكد، وهذا هو إعراب الإمام المُبَرِّد ومن تبعه (خلافًا لسيبويهِ) فإنه لا يجيز الجمع بين فاعل نعم وبئس إذا كان اسما ظاهرا وبين تمييزهما كما في هذا البيت فلا يقال عنده: بئسَ الرجلُ رجلًا زيدٌ، ولذا فقد جعل فحلًا في بيت جرير حالا مؤكدة لا تمييزا، والإمام ابن هشام اختار قول الإمام المبرد وخالف قول الإمام سيبويه عليهم رحمة الله.

(تدريب)

أعرب ما يلي:
1 - مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
2 - قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ.
3 - رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا.

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست