responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1898
ونظرا لأهميّة الأمر -حينها- وتأخر الرد، أُضطررت إلى البحث بمفردي -وأنا أجهل الناس باللغة وعلومها- فخرجت بهذه المادة التي لا أستطيع الحكم عليا بصواب أو خطأ .... وها أنا هنا أعرضُها على أهل اللغة من أجل النقد والتصويب.

وجدت الآتي:

يقول صاحب كتاب المقاييس اللغة ... باب الهاء وما بعدها في المضاعف والمطابق:

((وأمَّا الكلام الآخر فقال الفراء: اجلس هاهُنَا قريباً، وتنحَّ هاهَنَّا، أي تباعَدْ؛))

وقد نقل صاحب كتاب تهذيب اللغة ... في باب الهاء والنون:

عن الحطيئه شعرا يهجو أمه حيث قال:
فَها هَنَّا اقعُدِي عني بعيداً ....... أراحَ الله منكِ العالمِينا.

وقال ابن مالك في تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد: "وقد ينوب ذو البعد عن ذي القرب؛ لعظمة المشير أو المشار إليه، وذو القرب عن ذي البعد؛ لحكاية الحال، وقد يتعاقبان مشارا بهما إلى ما ولياه من الكلام".

ومنه قول خفاف بن ندبة السلمي:
أقول له، والرمح يأطر متنه
تأمل خفافا إنني أنا ذلك

وقال الرضى في شرحه على كافية إبن الحاجب بعد أن ذكر تقسيم النحويين دلالة إسم الإشارة إلى ثلاث مراتب: قريب، متوسط وبعيد، قال: قوله "ويلحق بها حرف التنبيه" يعني "ها" إنما يلحق من جملة المفردات أسماء الإشارة كثيرا، لأن تعريف أسماء الإشارة في أصل الوضع بما يقترن إلها من إشارة حسيّة، فجيئ في أولها بحروف ينبّه بها المتكلمُ المخاطبَ حتى يلتفت إليه، وينظر إلى أي شيئ يشير من الأشياء الحاضرة، فلا جرم، لم يؤت بها إلا فيما يمكن مشاهدته وإبصاره من الحاضر والمتوسط، لا في البعيد، وكان مجيئها في الحاضر أكثر منه في المتوسط، فهذا أكثر إستعمالا من هذاك، لأن تنبيه المخاطب لإبصار الحاضر الذي يسهل إبصاره أولى منتنبيهه لإبصار المتوسط الذي ربما يحول بينه وبينه حائل، ولم يدخل في البعيد الذي لا يمكن إبصاره إذ لا ينبه العاقل أحدا ليرى ما ليس في مرأى، فلذلك قالوا لا يجتمع "ها" مع "لا".

قلت: لاحظت أنه يتكلم عن "ها" التنبيه، في مثل هذا التي أصلا ذا ... وهذاك التي أصلها ذاك .... وعلى مذهبه وجمهور النحويين فيوجد إسم إشارة آخر هو ذلك.

فيصبح عندنا: "ذا" للقريب تدخل عليها "ها" التنبيه فتكون "هذا" وأشار إلى أنها الأكثر إستخداما.
وعندنا: "ذاك" للمتوسط تدخل عليها "ها" التنبيه فتكون "هذاك". وهي الأقل إستخداما.
وعندنا: "ذلك" للبعيد، ولا يدخل عليها "ها" التنبيه.

ثم أكمل قائلا: ويجوز ذكر البعيد بلفظ القريب تقريبا لحصوله وحضوره، نحو: هذه القيامة قد قامت، ونحو ذلك فنقول: اسم الإشارة لماكان موضوعا للمشار إليه إشارةحسية، فاستعماله فيما لا يدركه الإشارة كالشخص البعيد والمعاني مجازٌ، وذلك بجعل لإشارة العقلية كالحسية مجازا لما بينهما من المناسبة.

قلت: ويبدوا لي والله أعلم أنه رجح مذهب جمهور النحاة حول المراتب الثلاث خاصة في اسم الإشارة للمكان "هنا"، حيث قال بعد شيئ يسير: فـ "هنا" للقرب، و"هناك" للمتوسط، و"هنالك" للبعيد.

وقد سبق وذكرنا قول الرضى في شرحه على الكافية: فلذلك قالوا لا يجتمع "ها" مع "لام".
وكان كلامه السابق عن "ها" التنبيهية .... لنذهب قليلا إلى إبن مالك ونرى
قال في تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد بعد أن حكى مذاهب أهل النحو في مراتب أسماء الإشارة وأن الجمهور قسمها إلى ثلاث: قريبة، وسطى وبعيدة، ثم شرع في رد هذا المذهب ورجح هو المرتبتان فقط أي القرب والبعد ... قال ص242: وقد روى الفرّاء أن بني تميم: يقولون ذاك وتيك، بلا ((لام))، حيث يقول الحجازيون: ذلك وتلك، باللام، وأن الحجازيين ليس من لغتهم إستعمال الـ ((كاف)) بلا ((لام))، وأن التميميين ليس من لغتهم إستعمال ((الكاف مع اللام)) فلزم من هذا أن اسم الإشارة على اللغتين ليس له إلا مرتبتان: القرب والبعد.

قلت: نفهم من كلام إبن مالك أن لغة أهل الحجاز هي ذلك وهنالك.

¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1898
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست