responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1761
6 - جعلَ (المَهين) من مادَّة (هون) [العدد 134]. وهذا خطأ؛ فإن (المَهين) صفةٌ مشبَّهةٌ على زنةِ (فَعيل)، من مادَّة (مهن)؛ يقال: مهُن يمهُن مهانةً؛ فهو مهِين. أمَّا الذي من (هون)، فـ (مُهَان). ولم يقولوا: (هانَه يَهينه)؛ فيجوز أن نقولَ: (مهِين).
7 - ذكر أن المصدر الميميَّ من (أجهضَ) هو (مجهَِض) بكسر الهاء، وفتحها [العدد 111]. وهذا خطأ؛ فإنَّه بفتحِ الهاءِ فقط، كـ (مُدخَل)، و (مُخرَج)، و (مُنزَل).
8 - قالَ: (أدم: على وزن أفل قياساً، والمراد به الجلد يكون للقعود عليه) [العدد 111]. وهذا خطأ؛ فإنها على وزن (فعل)، لأن الهمزةَ أصليَّة.
9 - قال: (الدمع: هو إغراق العين بالماء دون انسكابٍ) [العدد 134]. وهذا غيرُ صوابٍ؛ فإن الدَّمْعَ ربَّما سالَ حتى يبُلَّ بعضَ الجسدِ؛ ألم ترَ ما قال امرؤ القيس في معلقته:
ففاضت دموع العين مني صبابة ... على النحر، حتى بلَّ دمعيَ مِحملي
وقال المرَّار الفقعسي:
إذا خطرت منه على النفس خطرةٌ ... مرَتْ دمع عيني، فاستهلَّ على نحري
وقال ربيعة بن مقروم الضبي:
ففاضت دموعي، فنهنهتها ... على لحيتي، وردائي سُجوما
و (الدمع) مصدر (دمَِعَ يدمَع). وإطلاقُه على (الماءِ الخارجِ من العين) من بابِ المجازِ المرسَل، الذي عَلاقتُه التلازمُ (اللازمية، أو الملزومية)، كما سُميَ الملفوظ لفظًا، والمنسوج نسجًا، والمخلوق خلقًا. ثمَّ أصبحَ حقيقةً عرفيَّةً، وجرَى مَجرى الأسماءِ؛ فجمعوه على (أدمع) جمعَ قلةٍ، و (دموعٍ) جمعَ كثرةٍ، واعتدُّوه اسمَ جنسٍ جمعيًّا؛ فألحقوه تاءَ الوَحْدة؛ فقالوا: (دمْعة)، ثم جمعوه جمعَ مؤنَّثٍ سالمًا؛ فقالوا: (دمَعات). وقولُ المتأخرينَ في (لفظ): (لفظة) جائِزٌ، لأنَّه لمَّا انتقلَ مِن حيِّز المصادر إلى حيِّز الأسماء غيرِ المصادرِ من طريقِ المجاز، جرت عليهِ أحكامُها. ولما كان حينَئذ دالاًّ على شيءٍ غيرِ محصورٍ بحدٍّ، احتاجوا إلى لفظٍ خاصٍّ يدلُّ على القطعةِ منه؛ فزادوا التاءَ في آخرِه.
وقد بقيَ أن أذكرَ أن إغراقَ العين بالماء، أو تردُّدَه فيها من غيرِ انسكابٍ، يقال فيه: (ترقرقت عينه)، و (اغرورقت).
10 - قال: (أقادَ من القِود بكسر القاف) [العدد 193]. وهذا غيرُ صحيح؛ فإنها من (القَوَد) بفتحِها، كما في المعجماتِ.
11 - ذكرَ أن أصل " أسعَدُ " هو " سعُد " بضم العين [العدد 259]. وهذا غيرُ صحيحٍ؛ بل هو (سعِد) بكسر العينِ، من بابِ (علِمَ)، كما في معجمات اللغة. ولا أدري كيفَ زعمَ أن أصلَها بالضمِّ! هلاّ مدَّ يدَه إلى أصغر معجَمٍ، وراجعَ فيه هذه الكلمة، ليبرأ من معرَّة القولِ بلا علمٍ، ولا برهانٍ!
12 - خطَّأ أن يّقال: (يرحمه الله)، وزعم أن الصواب (رحمه الله) [العدد 70]. وهذا قولٌ منكَر؛ فقد قال الله تعالى: ((يغفر الله لكم))، وأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نشمّت العاطس بـ: (يرحمكم الله). ويبدو أن الكاتب إذا عطس عندهُ عاطس، وقال: (الحمد لله)، قال له: (رحمك الله). ومن الشعر أيضًا قولُ الحماسيِّ:
يرحمك الله من أخي ثقةٍ ... لم يك في صفو وده كدَرُ
وقول محمد بن يسير:
صارَ اليسيريُّ إلى ربِّه ... يرحمنا الله وإيَّاه
وقول مجنون بني عامر:
يا ربِّ لا تسلبنّي حبّها أبدًا ... ويرحم الله عبدًا قال: آمينا
وثم شواهد غير ذلك كثيرةٌ.
ووجه ذلكَ من النظر أنَّ الأصلَ في الدعاء أن يكون بصيغةِ الأمرِ؛ ولكنَّه ربَّما خرجَ عن ذلك لغرضٍ بَلاغيّ؛ فجاءَ على صيغةِ الماضي كما هو معلومٌ، أو على صيغةِ المضارعِ كما مثلنا، أو جملةً اسميةً، كتحية الإسلام: (السلام عليكم)، وكقول عبدة بن الطبيب:
عليك سلامُ الله قيس بن عاصم ... ورحمتُه ما شاء أن يترحما
وقول عاتكة بنت زيد ترثي عمر رضي الله عنه:
جسدٌ لُفِّف في أكفانِه ... رحمة الله على ذاك الجسدْ
وقول كعب بن سعد الغنويّ:
كمُلقى عظام، أو كمهلك سالمٍ ... ولستَ لميتٍ هالكٍ بوصيلِ
وهذا دعاءٌ له بطولِ السلامةِ.
فأما إذا جاء على صيغة الماضي، فإنما يكون تفاؤلاً، ورجاءَ أن يقعَ، فيكونَ ماضيًا حقًّا، كما نُزِّل المستقبَل منزلةَ الماضي ثقةً بتحقُّقه، وتصديقًا له؛ قال تعالى: ((ونُفِخ في الصور)). وأمَّا إذا جاء على صيغة المضارع، فإنما ذلك لأحدِ وجهينِ؛ أحدُهما أن نجعلَ المضارعَ دالاً على الزمن المستقبَل، كما قال تعالى: ((يعذب من يشاء ويرحم من يشاء))؛ فيكون بمنزلة ما لحقته أداة التسويف؛ كأنك قلتَ: (سيرحمه الله) ليس تحقيقًا؛ ولكن تفاؤلاً وطمعًا. والآخَر أن نجعلَ المضارعَ دالاًّ على الحالِ – لأن المضارعَ صالحٌ للدلالة على الزمانين -؛ فيكون هذا من بابِ الحكايةِ، كما قال تعالى: ((ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال))؛ كأنك انتقلتَ إلى المستقبَل، فحكيتَ ما تَرى. وأما إذا جاء جملة اسمية، فإنما ذلك ليفيد التمكن، والثبوتَ، كما قال تعالى: ((الحمد لله رب العالمين))؛ كأنَّه انتقلَ من كونِه طلبًا إلى كونِه خبرًا واقعًا. وهذه أضربٌ مختلِفةٌ من البلاغة، في بعضها حسنُ التصويرِ، وفي بعضها الآخَر مبالغَةٌ تقوِّي المعنَى، وتمكِّن له. وكلاهما منفذٌ إلى إفهام المخاطب، وإقناعه.
13 - ذكر أنه يجوز أن تقول في (أوفِ بنذرك): (أوفي بنذرك) [العدد 109]. وهذا قول بلا علمٍ؛ فإن (أوفِ) فعل أمر معتلّ الآخر؛ فيجب حذف آخِره، إلا في ضرورة الشعر.
14 - قال: (ويكون على وزن اسم المفعول " والموفُون ") [العدد 109]. وهذا خطأ؛ فإن (الموفون) اسم فاعل، لا مفعول.

أكتفي بهذا؛ على أني لم أذكر من الأخطاء إلا ما كان خطأ صريحًا، لا شبهةَ فيهِ، ولا تأويلَ، ولا خلافَ عندَ مَن يُعتدّ به من أهل العلم. وتركت غيرَ ذلك شيئًا كثيرًا.

http://www.al-jazirah.com/culture/2009/23022009/madak55.htm
[تصرفت المجلَّة في العنوان كما ترى]
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1761
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست