responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1748
ـ[عائشة]ــــــــ[04 - 04 - 2009, 02:08 م]ـ
12 - قال الله تعالَى: ((وقُولُوا حِطَّةٌ)) [الأعراف: 161].

فقولُهُ تعالَى: ((حِطَّةٌ)) خبرٌ لمبتدإٍ محذوفٍ. وهذا الموضِعُ مِنَ المواضِعِ الَّتي يكثُرُ فيها حذفُ المبتدإِ؛ وذلكَ بعدَ القولِ (1).

واختلفَ العلماءُ في تقديرِهم للمبتدإِ المحذوفِ في الآيةِ؛ فقيلَ في تقديرِه: (مسألتُنا حِطَّةٌ)، وقيلَ: (أمرُكَ حِطَّةٌ) (2)، وذَهَبَ الطَّبَريُّ -رحمه الله- (ت310) إلَى أنَّ تقديرَهُ: (دُخُولُنا البابَ سُجَّدًا حِطَّةٌ) (3).

وإلَى التَّقديرِ الأوَّل: مالَ أبو حيَّان الأندلسيُّ -رحمه الله- (ت745)؛ إذ يقولُ: (والأظهرُ مِنَ التَّقاديرِ السَّابقةِ في إضمارِ المبتدإِ: القولُ الأوَّلُ؛ لأنَّ المُناسبَ في تعليق الغفرانِ عليه هو: سؤالُ حَطِّ الذّنوبِ، لا شيءَ من تلكَ التَّقاديرِ الأُخَرِ) انتهى. (4)

وذهَبَ أبو عُبيدةَ -رحمه الله- (ت210) إلَى أنَّ قولَهُ: (حِطَّةٌ) مرفوعٌ علَى الحكايةِ، ومعنَى ذلك: أنَّهُم أُمِروا بقولِها هكذا مرفوعةً (5). وما ذهبَ إليه أبو عُبيدةَ لَمْ يَرْتَضِهِ أبو حيَّان، وذَكَر بأنَّه بعيدٌ عن الصَّوابِ، وعلَّل ذلك بقولِهِ: (لأنَّه يبقَى (حِطَّةٌ) مرفوعًا بغيرِ رافعٍ، ولأنَّ القولَ إنَّما وُضِعَ في باب الحكايةِ ليُحْكَى بِهِ الجُمَلُ لا المُفرَداتُ) انتهى (6)

ـــــــــــــــــ
(1) انظُر: «مُغني اللَّبيب» لابن هشامٍ: (593)، تحق: د. مازن المبارك، ومحمد علي حمد الله، ط: دار الفكر، بيروت، 1419.
(2) انظُر: «الكشَّاف»: (1/ 283)، و: «البحر المُحيط»: (1/ 222).
(3) «جامع البيان»: (1/ 429).
(4) «البحر المُحيط»: (1/ 222).
(5) انظُر: المصدر السَّابق: (1/ 222).
(6) المصدر السَّابق: (1/ 222).

ـ[عائشة]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 11:19 ص]ـ
13 - قال الله تعالَى: ((وإذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةٌ إلَى رَبِّكُمْ ولَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)) [الأعراف: 164].

قرأَ حفصٌ عن عاصمٍ: (مَعْذِرةً) بالنَّصبِ، وقرأَ الباقونَ: (مَعْذِرةٌ) بالرَّفعِ. (1)

والَّذي يعنينا -الآنَ- هُو: قراءةُ الرَّفع؛ حيثُ تُعرَبُ (مَعْذِرَةٌ) خبرًا لمبتدإٍ محذوفٍ؛ والتَّقديرُ: مَوْعِظَتُنا مَعْذِرَةٌ. (2)

واختارَ سيبويه -رحمه الله- (ت180) الرَّفعَ (3)، وعلَّل ذلك بقولِهِ: (لَمْ يُريدوا أن يعتذروا اعتذارًا مُستأنفًا من أمرٍ لِيموا عليه؛ ولكنَّهم قيل لهم: لِمَ تعظونَ قومًا؟ قالوا: موعظتُنا معذرةٌ إلى ربِّكُم) انتهى. (4)

ـــــــــــــــــ
(1) انظُر: «الكَشْف»: (1/ 481)، و: «حُجَّة القراءات»: (300).
(2) انظُر: «معاني القرآن» للأخفشِ: (1/ 270)، تحق: د. عبد الأمير الورد، ط: عالم الكتب، بيروت، 1405، و: «معاني القرآن وإعرابه» للزَّجَّاج: (2/ 385)، و: «الكَشْف»: (1/ 481)، و: «الإملاء»: (257)، و: «البحر المُحيط»: (4/ 412).
(3) انظُر: «البحر المُحيط»: (4/ 412).
(4) «كتاب سيبويه»: (1/ 320)، تحق: عبد السَّلام هارون، ط: دار الجيل، بيروت.

ـ[عائشة]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 02:21 م]ـ
14 - قال الله تعالَى: ((سَاءَ مَثَلًا القَوْمُ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا)) [الأعراف: 177].

قال ابنُ أبي العزِّ الهمذانيُّ -رحمه الله- (ت643): (وارتفاع (القَوْمُ) علَى أحدِ وَجْهَيْنِ: إمَّا علَى الابتداءِ، وخبره (ساءَ)، أو علَى إضمارِ مُبتدإٍ؛ أي: هُو القَوْمُ) انتهى. (1)

15 - قال الله تعالَى: ((والَّذينَ كَذَّبُوا بآياتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وأُمْلِي لَهُمْ إنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)) [الأعراف: 182، 183].

قال العُكْبَريُّ -رحمه الله- (ت616): ((وأُمْلِي) خَبَرُ مبتدإٍ محذوفٍ؛ أي: وأنا أُملي، ويجوزُ أن يكونَ معطوفًا علَى (نستدرج)، وأن يكونَ مُستأنًفًا) انتهى. (2)

16 - قال الله تعالَى: ((مَن يُضْلِلِ اللهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَنَذَرُهُمْ في طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)) [الأعراف: 186].

قرأ نافع وابن عامرٍ وابنُ كثيرٍ: (ونَذَرُهُمْ) بالنُّون، والرَّفع، وقرأَ أبو عمرٍو وعاصمٌ: (ويَذَرُهُمْ) بالياءِ، والرَّفع، وقرأ حمزةُ والكسائيُّ: (ويَذَرْهُمْ) بالياءِ، والجزمِ. (3)

فقراءةُ الرَّفعِ علَى إضمارِ مبتدإٍ؛ أي: ونحنُ نَذَرُهُمْ، أو: وهو يَذَرُهُمْ. أو علَى قطعِ الفِعْلِ، والاستئناف. (4)

هذا، والله تعالَى أعلم.

وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلَى آلِهِ، وسلَّم.

والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ.

ـــــــــــــــــ
(1) «الفريد»: (2/ 385). وانظُر: «الجامع لأحكامِ القرآن»: (7/ 231).
(2) «الإملاء»: (258).
(3) انظُر: «الكشف»: (1/ 485)، و: «حُجَّة القراءات»: (303).
(4) انظُر: «تفسير ابن عطيَّة»: (6/ 163)، و: «البحر المُحيط»: (4/ 433)، و: «الدُّرّ المصون»: (5/ 527، 528).
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1748
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست