نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1437
ـ[عائشة]ــــــــ[12 - 10 - 2010, 09:42 ص]ـ
(واعْلَمْ أنَّ الضَّميرَ لا يبرزُ في (هيتَ) في حال تثنيةٍ، ولا جمعٍ؛ لأنَّه اسمُ فِعْلٍ؛ بل يستكنُّ مُطْلَقًا، وينوبُ عنه ما بعدَهُ؛ فتقول: هيتَ لكَ، هيتَ لكِ، هيتَ لكما، هيتَ لكم، هيت لكنَّ).
(واختُلِفَ في أسماءِ الأفعالِ: فمذهبُ أكثرِ البصريِّينَ أنَّها أسماءٌ، وهو الصَّحيحُ. ومذهب الكوفيِّين أنَّها أفعالٌ. وفرَّقَ بعضُ نُحاةِ الأندلسِ، فقالَ: ما كان ظرفًا أو مصدرًا في الأصلِ؛ نحو: حِذْرك، وفَرْطك، وعِنْدك؛ فهو اسمٌ، وما كانَ غير ذلك؛ نحو: صَه، ورُوَيْد؛ فهو فِعْلٌ. وحُجَجُهم مُستوفاةٌ في كتبِ النَّحوِ.
والَّذين قالوا باسميَّتِها اختلفوا. فمنهم من قالَ: هي أسماءٌ للأفعالِ، بمنزلة «زيد» اسمًا للشَّخص. ومنهم من قالَ: هي أسماءٌ مُرادفة للمصادرِ الَّتي هي موضوعة موضع الفعل، وهذا هو الصَّحيح، وهو مذهب أبي عليٍّ. وثَمَّ مذهبٌ ثالثٌ؛ وهو أنَّها أسماء للفعل والفاعل، وهو مذهب مردودٌ).
ـ[عائشة]ــــــــ[13 - 10 - 2010, 10:21 ص]ـ
(والجُمَلُ مِنْ حيثُ هي مَبْنِيَّة، فيُبْنَى ما يُعْطَى مَعْنَاها؛ قالَهُ ابنُ النَّحويَّة).
(وحُكْمُ المَبْنِيِّ ألاَّ يُقْلَبَ فيه الألِفُ ياءً؛ ألا تَرَى أنَّهم قالوا في «هذا»: هذان، ولَمْ يقولوا: هذيان).
(الكسرة في جمع المؤنَّث السالم نظيرة الفتحةِ في المُفرَدِ).
(ومِنْ أحكامِ «هيهات» أنَّه لا يُسْتَعْمَلُ في الأكثَرِ إلاَّ مُكرَّرًا -كالآيةِ-، وقد يُستَعْمَلُ غيرَ مُكرَّرٍ؛ قال الشَّاعِرُ:
فهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ العَقيقُ وأهلُهُ * وهَيْهَاتَ خِلٌّ بالعَقيقِ نُواصِلُهْ
فجَمَعَ بينَ التَّكريرِ وعدمِه.
ومن مجيئِه مُفرَدًا قولُهُ:
هيهاتَ قد سَفِهَتْ أُمَيَّةُ رأيَها * واستَجْهَلَتْ، حُلَماؤُها سُفَهاؤُها).
(فإن قيلَ: فما فائدةُ المجيءِ بأسماء الأفعالِ بدلَ أفعالِها؟
قلتُ: الاختصار، والمُبالَغة.
أمَّا الاختصارُ؛ فإنَّ لفظَها مع المذكَّر والمؤنَّث والمُثنَّى والمجموع واحدٌ، وليس كذلك الفِعل.
وأمَّا المبالَغةُ؛ فإنَّ قولَك: «بَعُدَ زَيْدٌ» ليس فيه من المُبالَغةِ ما في قولكَ: «هيهاتَ زيدٌ»؛ فإنَّ قولَك: «بَعُدَ زَيْدٌ» يُفْهَمُ منه مُطْلَقُ البُعْدِ، وإذا قُلْتَ: «هيهاتَ زيدٌ»؛ فمعناه: بَعُدَ زيدٌ جِدًّا؛ أي: بلغَ في البُعْدِ غايتَه).
([المصحف] الإمام فيه أشياءُ كثيرةٌ من غيرِ الاصطلاحِ؛ ألا ترَى أنَّه قد جاءَ في الإمامِ أشياءُ موصولةٌ كانَ مِنْ حَقِّهَا أن تكونَ مفصولةً؛ نحو: ((وَيْكَأَنَّهُ)) [القصص]).
(واختُلِفَ في شَرْطِ صفة النَّكرة إذا كانَتْ بدلاً من معرفةٍ؛ فمنهم من اشترطه، ومنهم من لم يشترطْهُ).
قال تعالَى: ((ما يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إلاَّ اسْتَمَعُوهُ وهُمْ يَلْعَبونَ - لاهِيةً قُلُوبُهُمْ)) [الأنبياء].
(في هذه الآية الكريمة لطيفةٌ؛ وهو: توالي أربع أحوال؛ فـ (مُحْدث) -في مَن نصبَ- حالٌ من ((ذِكْرٍ))، و ((إلاَّ استَمَعوهُ)) حالٌ من المفعول في ((ما يأتيهِم))، و ((هُمْ يلعبونَ)) حالٌ من الضَّمير المفعول في ((استمَعوهُ))، و ((لاهيةً)) حالٌ من الضَّمير في ((يلعَبونَ)).
ونظيرُ هذه الآيةِ في توالي الحالاتِ قوله تعالَى: ((وما لَكُمْ لا تُؤمِنونَ باللهِ والرَّسولُ يدعوكُمْ لِتُؤْمِنوا بربِّكُمْ وقد أخذَ مِيثاقَكُمْ)) [الحديد]؛ فقوله تعالى: ((لا تؤمِنونَ)) حالٌ، ((والرَّسولُ يَدْعوكُم)) حالٌ ثانية، ((وقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ)) حالٌ ثالثة.
ومِن توالي الحالاتِ: قوله تعالى: ((إذا وَقَعتِ الواقعةُ - لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبِةٌ - خافِضَةٌ رَّافِعَةٌ)) [الواقعة] في قراءة زيد بن عليٍّ؛ فإنَّه قرأ بنصب ((خافِضَةٌ رَّافِعَةٌ)). و ((لَيْسَ لِوَقْعَتِها)) جملة في موضع الحال من ((الواقِعة))؛ أي: إذا وقعَتْ صادقةً. و (خافضةً)، و (رافعةً) حالانِ منها أيضًا).
ـ[عائشة]ــــــــ[16 - 10 - 2010, 02:47 م]ـ
(إن قيلَ: لأيِّ شيءٍ جيءَ بضمير مَن يعقِلُ في قولِه تعالى: ((فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا)) والأصنامُ لا تَعْقِلُ؟ قيلَ: إنَّما كان ذلك؛ لأنَّها عندهم بمنزلة من يعقِلُ).
«فِعْل» بمعنَى «مفعول» يَسْتَوِي فيه المُذكَّر، والمُؤنَّث، والواحِد، والجَمْع. مثل: الذِّبْح، بمعنَى: المذبوح، والطِّحْن، بمعنَى: المطحون.