نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1396
لَيسَ مِن الحِكايةِ أَن نقولَ مثلًا: (ثَبَت) و (أَثبات) نَحو: (بَطَلٌ) و (أبطالٌ).
إِذَا جازَ لنَا ـ مِن بابِ التَّعليمِ ـ حِكايةً لِلحَالَاتِ الإعرابيَّةِ في الأَسماءِ السِّتَّةِ مَثلًا أَن نَقولَ: نَحو: (أَبُو فُلانٍ) و (أَبا فُلانٍ) و (أَبي فُلانٍ)،
فلماذا لا تَجوزُ الحكايةُ في ذِكرِ الأَمثلةِ في الأَبوابِ الأُخرَى، فإذا قُلنا في بابِ وَزنِ (فَعْلٍ) وأنَّه يُجمَعُ على وَزْنِ (فُعُولٍ) أَن نَقولَ: نَحو: (فَنٌّ) و (فُنونٌ) و (صَكٌّ) و (صُكوكٌ)
لأنَّ المقصودَ التَّمثيلُ، فنأتي بِالكلمةِ على حالِها في الأصلِ ـ وهو الرَّفعُ ـ قبلَ دُخولِ العواملِ المؤثِّرةِ فيهَا،
ولا نُجري عليهَا الإعرابَ ـ لأنَّنا لا نَقصدُ إضافةِ هذهِ الكَلماتِ لَفظًا وإنَّما هي أمثلةٌ على البابِ ـ كما نفعلُ في بابِ الأسماءِ السِّتَّةِ؟
،،،،،،،،،
ولَيس في كَلامِ النُّحاةِ ما يُشيرُ إلى ذلكَ.
باركَ الله فيكَ، مِثلُ هَذا لا يُقبَلُ إلَّا مِن كِبارِ أهلِ العِلمِ في الفَنِّ، فليسَ كُلُّ مَن قالَ: «لَيسَ في البَابِ حديثٌ صحيحٌ» قُبِلَ منه، بل لا يَكونُ ذَلِك إلَّا لِلحُفَّاظِ الكِبَارِ،
فَهل بِإمكانِ أمثالِنا مِن طُلَّابِ العِلمِ إطلاقُ مِثلِ هَذه الأحكامِ؟ ولعلَّ أحدَنا يَجتهدُ فِي البَحثِ عن المسألةِ في مظانِّها فلا يَجدُها، فيظنُّها غيرَ مذكورةٍ،
مع أنَّها قد تكونُ موجودةً في غيرِ ما بُحِثَ عنهَا فيهِ!!
مِن أمثلةِ ذلك ـ وهي كثيرةٌ، وهو مِن اسْتطرادَاتِ أهلِ العِلمِ أثناءَ الكَلامِ ـ:
بَحثَ أبو الفَتحِ عُثمانُ بنُ جِنِّيْ مَسألةَ: (هَل فِعْلُ (أَنَى) مَقلوبٌ مِن (آنَ) أم أنَّهُ لُغةٌ في هَذه الكلمةِ؟)
بحثَ هذه المسألةَ في بابِ الصَّادِ مِن كِتابِه (سِرُّ صِناعةِ الإعرابِ) فأينَ الصَّادُ مِن كَلِمةِ (أَنَى) أو (آنَ)؟!
،،،،،،،،،
وجزاكَ اللهُ خيرًا ..
والمقصودُ بإذنِ الله تعالَى الفائدةُ،
وقد ذُكِرَ في اللَّطائفِ قولُ الإمامِ البَرْبَهارِيِّ رحمهُ اللهُ تعالَى:
«المُجَالَسةُ لِلمُناصَحةِ فَتحُ بَابِ الفَائِدَةِ،
وَالمُجَالَسةُ لِلمُناظَرَةِ غَلْقُ بَابِ الفَائِدَةِ».
،،،،،،،،،
والشُّكرُ لِكُلِّ مَن قرأَ فشَكَرَ، وإِن كُنَّا نَطمَحُ ونَطمَعُ أن يَضُمَّ إلى شُكرِه المشاركةَ،
حتَّى نَستفيدَ كما استَفادَ واستَفدْنَا مِن مُشاركَاتِ أخينَا الفَاضلِ (المجد المالكي) وغيرِه مِن الأعضاءِ الكِرامِ في هَذا المنتدَى المبَارَكِ.
،،،،،،،،،
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[20 - 12 - 2010, 10:43 م]ـ
بارك الله فيك أيها الأخ الكريم، والأستاذ الفاضل، ومنكم ومن أمثالكم نستفيد العلمَ والأدبَ.
بل تَصحُّ حكايةُ لفظٍ مُستقِرٍّ في ذِهنِ السَّامعِ مَعهودٍ لدَيه،
كحِكايةِ الكُنيةِ (أَبُو فُلانٍ) الَّذي يَعرفُه السَّامِعُ. أنا أزعم أنه لا حكاية هنا، وغاية ما هنالك-كما قال ابن قتيبة-أنّ الاسمين نزلا منزلة اسم واحد، واختيار الرفع لأنه لا عامل يقتضي غيرَه، لا لأنه الأصل المحكيّ.
إِذَن ماذا تَقولُ في قَولِ ابنِ قُتيبةَ رحمه الله تعالى فِيمَا نقلتَه جَزاكَ اللهُ خيرًا:
«وَحَظُّ كُلِّ حَرفٍ الرَّفعُ ما لَمْ يَنصِبْهُ أو يَجُرَّهُ حرفٌ مِن الأَدواتِ والأَفعالِ» اهـ
المقصود أنّه رفع لعدم وجود ناصب أو جارّ، وإن وجد، فهو مسلط على الاسم الثاني تقديرًا، وقد يفهم من قول ابن قتيبة الثاني أنه حكايةُ أول التسمية، لكن هذا على سبيل التوهم، والأول أولى، أعني: أنه رفع لعدم وجود عامل آخر، وإذا قيل: إنّ ذلك حكايةُ أول التسمية أو التكنية-وهو ضرب من الظنّ-، فلا ينبغي أن يتخذ ذريعةً إلى التوسع في الحكاية بحجة أنها أول التسمية أو أن الأصل الرفعُ، وقد رأيت بعض الناس يتوسعون في مثل هذا، فيقولون: قرأتُ في كتاب (البدايةُ والنهايةُ)، واشتريت كتاب (فتحُ الباري)، كل هذا بحجة أنه حكاية أو أن الأصل الرفع ونحو ذلك مما لا يقوم له دليل!
إِذَا جازَ لنَا ـ مِن بابِ التَّعليمِ ـ حِكايةً لِلحَالَاتِ الإعرابيَّةِ في الأَسماءِ السِّتَّةِ مَثلًا أَن نَقولَ: نَحو: (أَبُو فُلانٍ) و (أَبا فُلانٍ) و (أَبي فُلانٍ)،
فلماذا لا تَجوزُ الحكايةُ في ذِكرِ الأَمثلةِ في الأَبوابِ الأُخرَى، فإذا قُلنا في بابِ وَزنِ (فَعْلٍ) وأنَّه يُجمَعُ على وَزْنِ (فُعُولٍ) أَن نَقولَ: نَحو: (فَنٌّ) و (فُنونٌ) و (صَكٌّ) و (صُكوكٌ)
جاز في المقام الأول-كما ذكرتم-للتعليم، وليست هذه العلة في الثاني.
باركَ الله فيكَ، مِثلُ هَذا لا يُقبَلُ إلَّا مِن كِبارِ أهلِ العِلمِ في الفَنِّ، فليسَ كُلُّ مَن قالَ: «لَيسَ في البَابِ حديثٌ صحيحٌ» قُبِلَ منه، بل لا يَكونُ ذَلِك إلَّا لِلحُفَّاظِ الكِبَارِ،جزاك الله خيرًا، ورحم الله من أهدى إليّ عيوبي!
على أنّ في الكلامِ محذوفًا مقدرًا، أقصد: (ليس في كلام النحاة ما يشير إلى ذلك فيما اطلع عليه العاجز الفقير)، ومن وجد شيئًا من ذلك، فليدلني عليه مشكورًا.
----------------------------------------
ولا يُفهَمُ مِن قولِ ابنِ قُتيبةَ رحمه الله تعالى: «فَغلَبت الكُنيةُ على الاسمِ» اشْتِراطَ الغَلبةِ هل أنت على مذهب الأخفش!
أحسن الله إليك، ولا عدمنا مذاكرةَ أمثالك من أهل الفضل.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1396