responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 134
دليل جديد يثبت أن ابن مالك هو واضع الأبيات التي تفرّد بها
ـ[عائشة]ــــــــ[10 - 04 - 2014, 02:47 م]ـ
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى رسولِ الله، وعلَى آلِه وصحبِه ومَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فهذا الحديثُ صلةٌ لما كتبَه الأستاذ فيصل المنصور -حفظه الله- عن (تدليس ابن مالك في شواهد النحو).

لقد كانَ نظمُ الشِّعرِ علَى الإمامِ ابنِ مالكٍ -رحمهُ اللهُ- سهلاً، ذكرَ هذا مَن ترجمَ له. وليسَ أدلَّ علَى ذلك من منظوماتِه الكثيرةِ الَّتي ألَّفها. وقارئُ نظمِه يستطيعُ أن يتبيَّن أسلوبَه، وكلامَه، فهلْ كانَتْ هذه الشَّواهدُ النَّحويَّةُ الَّتي لَمْ تُسْمَعْ إلاَّ منه شبيهةً بكلامِه، أو أنَّها لَمْ تكنْ كذلك؟
سأعرضُ في هذا الحديثِ -إن شاءَ اللهُ- شيئًا من الأمثلةِ، بعد قراءتي للشَّواهدِ الَّتي أحصاها الأستاذ فيصل المنصور، وتتبُّعي لمنظوماتِ الإمامِ ابنِ مالكٍ الَّتي استطعتُ الوقوفَ عليها. وباللهِ التَّوفيقُ.

فاصل1

جاءَ في عددٍ من الشَّواهدِ العِظَةُ بالموتِ، فمن ذلك قولُه:
أيُّ نَفْسٍ توقَّتِ الموتَ بالما * لِ ولا بالعَبيدِ والأنصارِ
ويشبههُ قوله:
لا سابغاتِ ولا جأواءَ باسلةً * تقي المنونَ لدَى استيفاءِ آجالِ
وقالَ:
بينَما المرءُ في فنونِ الأمانيْـ * ـيِ إذا زائرُ المنونِ يُوافِي
إلى غيرِها من الأبياتِ.
ومن مجيءِ ذلك في منظوماتِه: قولُه في «تحفة المودود في المقصور والممدود»:
خسًا وزكًا تُفني المنونُ زكاءَ ذِي * زكاءٍ ويحدوها عسًى وعساءُ
وقالَ فيها أيضًا:
سيعلوكَ مرموسًا سفًا فالسَّفاءَ دَعْ * وحِدْ عن ذكًى بالحزمِ فهو ذكاءُ
وقالَ فيها:
فأفْنَى الإِنا ملءُ الأواني إناؤُه * فماتَ ولمْ ينفعْ غِنًى وغِناءُ
وقالَ في «النَّظم الأوجز في ما يُهمز، وما لا يهمز»:
فللموتِ فابأرْ كلَّما برتَ بقعةً * فما جأبُ مَنْ جابَ البلادَ مُخلَّدا
ومِنَ شواهدِ النَّحْوِ الَّتي اشتملَتْ علَى ذلك أيضًا: قولُه:
صاحِ شَمِّرْ ولا تَزَلْ ذاكِرَ الموْ * تِ فنسيانُهُ ضلالٌ مُبينُ
ويُشبهُه في بعضِ ألفاظِه قولُه في «تحفة المودود»:
* كأنَّ الوَرَى والموتُ نِسْيٌ وراءَهم *
أمَّا الفعلُ (شَمِّرْ) الوارِدِ في الشَّاهدِ؛ فقد جاءَ بصيغةِ الأمرِ في منظومة «تحفة المودود» مرَّتينِ، الأُولَى في قولِه:
* فشمِّرْ ولا يُوهِنْ بَدَاكَ بَداءُ *
والأُخرَى في قولِه:
* وللغايةِ القُصْوَى بقَصْواءَ شَمِّرَنْ *
وجاءَ اسمُ الفاعلِ منهُ في المنظومةِ نفسِها في قولِهِ:
* ونُعْمَى تَلِي نَعماءَ فاشْكُرْ مُشَمِّرًا *
وجاءَ في الشَّواهدِ كذلكَ علَى صيغةِ اسمِ الفاعلِ في قولِه:
ما كاليروحُ ويغدو لاهيًا مرحًا * مشمِّرٌ يستديمُ الحزمَ ذو رشدِ

فاصل1

وتردَّدَ في الشَّواهدِ ذكرُ العقلِ، وطاعةِ الهوَى، قالَ:
ألا إنَّ ظلمَ نفسِه المرءُ بيِّنٌ * إذا لم يصنْها عن هوًى يغلبُ العَقْلا
وقالَ:
ما الحازمُ الشهمُ مِقدامًا ولا بطلٍ * إن لم يكن للهوَى بالعقلِ غَلاَّبا
وتأمَّلِ التشابه بينَ قولِه: (إذا لم يصنْها عن هوًى يغلبُ العَقْلا)، وقوله: (إن لم يكن للهوَى بالعقلِ غَلاَّبا).
وقالَ:
إنَّ امرأً غيرَ منفكٍّ مُعينَ حِجًا * على هوًى فاتحٌ للمجدِ أبوابا
وقالَ:
إنارةُ العقلِ مكسوفٌ بطَوْعِ هوًى * وعقلُ عاصي الهوى يزدادُ تَنويرا
وقالَ:
لغيرِ مُغتبطٍ مُغرًى بطَوعِ هوًى * ونادمٍ مُولَعٍ بالحَزْمِ والرَّشَدِ
وقالَ:
ليتني ليتني توقَّيتُ مذْ أيْـ * ـفعتُ طوعَ الهوَى وكنتُ مُنيبا
وانظُر إلى تَكرارِ قولِه: (طوع هوى).
وقالَ:
ما الذي دأبُه احتياطٌ وحزمٌ * وهواهُ أطاعَ يستويانِ
وقالَ:
لَصونُك مَن تعولُ أعمُّ نفعًا * لهم عن ضَلَّةٍ وهوًى مُطاعِ
وقالَ:
هببتُ ألومُ القلبَ في طاعة الهوى * فلجَّ كأنِّي كنت باللَّوم مُغرِيا
وقالَ:
قلَّما يبرحُ المطيعُ هواه * وَجِلاً ذا كآبةٍ وغرامِ
وقالَ:
إذا المرءُ لم يبرَح سريعَ إجابةٍ * لداعي الهوَى لم يعدَمِ الضرَّ والشكوَى
وقالَ:
ألا إنَّه مَن يُلْغِ عاقبةَ الهوى * مطيعَ دواعيه يبُؤ بهَوانِ
وانظر إلى قولِه: (داعي الهوى)، و (دواعيه).
وقد وردَ شيءٌ من ذلك في بعضِ منظوماتِه، قالَ في «تحفة المودود»:
أطعتَ الهوَى فالقلبُ منكَ هواءُ * قسَا كصفًا مذْ بانَ منه صفاءُ
وقالَ فيها:
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست