نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1145
الرابع: أنَّ الاستثقالَ لا يستوجِب في كلامِهم المنعَ من الصرفِ، وإنما تمنعُ الكلمة من الصرف لكونِها فرعًا من وجهينِ كالفعلِ. كذلك قالُوا.
الخامس: أنَّ العرب ربَّما احتملَت العِلَّة التي من شأنها أن توصَلَ بحُكمٍ إذا كانت قليلةَ العُروضِ في كلامِهم، ألا تراهم احتمَلُوا ثِقَل اجتماعِ ياءَين إحداهما مكسورةٌ في (عَيِيَ)، و (حَيِيَ)، ولم يوجِبُوا الإدغامَ لقلَّةِ هذا الضربِ، وندورِه.
السادس: أنَّه لا نظيرَ لهذه الآيةِ يشهَدُ باطِّراد هذا الحكم في ما كانَ مثلَها، سواءٌ كان ذلك في كلامِ الله تعالَى، أم في كلامِ العربِ.
السابع: أنَّ الكلمةَ إذا استحقَّت المنع من الصرفِ، فإنَّها تُمنَع البتةَ، أيًّا كانَ اللفظُ الذي بعدَها.
ومراعاةُ النظائرِ في كلامِهم أمرٌ مُهِمّ، لأنَّها هي التي تعرِّفُك العللَ التي يلحظُونها، والأحكامَ التي يوقِعونها، وتقِفُك على ما يستثقِلونَ، وما يستخِفُّون، وما يحبُّون، وما يكرهونَ. ومتَى قضيتَ في مسألةٍ قضاءًا لا نظيرَ له في كلامِهم، كنتَ حامِلاً عليهم ما لا يعرِفونَه، وناسبًا إليهم ما ليس من مذهبِهم، ولا طريقتِهم.
[1] (http://www.ahlalloghah.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1) انظر في ذلك مجلة الرسالة، العدد 788، و789، و790، وأقوال العلماء في صرف أشياء لأبي أوس الشمسان 17، 20، والتطور اللغوي بين القوانين الصوتية والقياس لرمضان عبد التواب 19.
ـ[د. خديجة إيكر]ــــــــ[12 - 10 - 2011, 12:41 ص]ـ
علَى أنَّ في النونِ غنَّةً تقرِّبُها من حروفِ المدِّ، فهم يستخِفُّونها لذلك كما يستخِفُّون حروفَ المدِّ. ولذلك كثُرت زيادتُها، وحذَفوها من نحو (لم يكن) لشبهِها بها، وحذفوها أيضًا لالتقاء الساكنينِ في قولِه:
فلستُ بآتيهِ، ولا أستطيعُه ... ولاكِ اسقِني إن كانَ ماؤكَ ذا فضلِ
وزادُوها في أوَّل المضارعِ كما زادُوا حروفَ المدِّ، فقالوا: (أذهبُ، وتذهب، ويذهب، ونذهب). وتاءُ (تذهب) مبدَلة من الواو.
الأخ فيصل المنصور، لم أستطع فهم هذا الكلام، فهلاّ قمتَ بتوضيحه.
العربَ لا تكادُ تعبأ بالاستثقالِ إذا كانَ ناشئًا من كلمتينِ. وذلكَ لعروضِه، ألا تراهم لم يوجِبوا إدغامَ المثلينِ إذا كانا في كلمتينِ، نحو (ذهبَ بَكرٌ) كما أدغموهما في (هبَّ).
.
طبعاً لا يمكن إن يُدغموا الباء في الباء في (ذهبَ بَكر) لأن تعريف الإدغام هو التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً،كقوله سبحانه وتعالى: ((فقلنا اضرب بِّعصاك الحجر)) ومثل ما هو الشأن في فعل (هَبَّ) = هَبْبَ.
ولم يُبدلوا الواو ياءًا معَ سكونِها في نحو (القاضيْ وَصل) كما أبدلوها في (سيِّد)، ولم يبدلُوا الواوَ ألفًا في نحو (حضرَ وَفد) مع تحركها، وانفتاحِ ما قبلَها كما أبدلُوها في (قالَ) ..
إن هناك خلْطاً بين إبدال حرف بحرف داخل اللفظ الواحد (سيد) و (قال) وبين إبداله في كلمتين (القاضي وصل) و (حضر وفد). فهناك فرق شاسع بين الإجراءَيْن.
ـ[السوسي]ــــــــ[13 - 10 - 2011, 03:07 م]ـ
بارك الله فيك على الدرر النفيسة.
ـ[د. خديجة إيكر]ــــــــ[13 - 10 - 2011, 03:11 م]ـ
بارك الله فيك على الدرر النفيسة.
جزاك الله خيراً على مرورك وطيب كلامك.
ـ[جليس الصالحين]ــــــــ[14 - 10 - 2011, 07:48 م]ـ
إن هناك خلْطاً بين إبدال حرف بحرف داخل اللفظ الواحد (سيد) و (قال) وبين إبداله في كلمتين (القاضي وصل) و (حضر وفد). فهناك فرق شاسع بين الإجراءَيْن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لعلكِ لم تفهمي كلامه على وجهه، فكلامكِ هذا تفصيل لحجته؛ فهو يقول لهؤلاء: إن العرب لا تستثقل ما يكون ثقله ناشئًا من كلمتين، والعرب إنما أبدلوا للاستثقال، وانظري إلى ثقل قولك (سويد!)، ثم هم لا يفعلون ذلك مع ما كان بين كلمتين، وبذا بطلت حجتهم من أن (أشياء) منعت من الصرف للثقل.
فكلامه هنا من باب المحاجة، وليس غير.
ـ[أبو محمد النجدي]ــــــــ[15 - 10 - 2011, 03:26 ص]ـ
جزاك الله خيراً على مرورك وطيب كلامك.
ظاهرُ كلام السوسي يتجه إلى أبي قصي الذي بسط القول وأقام الحُجة ..
ولك الشكر ..
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[15 - 10 - 2011, 10:23 م]ـ
الأخت الكريمة، خديجة،
1 - المراد بذلك أن التاء في (تذهب) أصلُها الواو. وهذا قول بعض النُّحاة. راجعي علل النحو لأبي الحسن الوراق (ت 381 هـ) ص 181، وشرح اللمع لجامع العلوم الباقولي (ت 543 هـ) ص 67.
2 - ذكرتِ أنه لا يُمكِن أن يُدغَم المتحرِّك في المتحرِّك. وبلَى، يُمكِن هذا. وهو ما يُسمَّى بالإدغامِ الكبيرِ. وبه قرأ أبو عَمْر بنُ العلاءِ من طريق السوسيِّ. وهو من مَّا لا يُجهَل. وقد تكلَّم فيه النُّحاةُ، والصرفيُّون، والقُرَّاء في كتبِهم. ولأبي عَمْرٍ كتابٌ في ذلكَ مَطبوعٌ.
وذكرتِ أنَّ أصلَ (هبَّ) (هَبْبَ). وهذا خطأ. بل أصلُه (هَبَبَ) على زنةِ (فَعَلَ).
3 - أجابَ عن هذا الأخ الكريم جليس الصالحين. وقد ذكرتُ شيئًا من أثَر العُروض في الحُكْم في هذه المنازعةِ:
http://www.ahlalloghah.com/showpost.php?p=24069&postcount=13
وشكرًا لك.
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1145