responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1096
من حصاد تدبُّر لفظ " ملائكة " في القرآن الكريم
ـ[د. خديجة إيكر]ــــــــ[30 - 11 - 2011, 11:36 م]ـ
من الأسباب التركيبية لعدم المطابقة بين مكونات الجملة القرآنية من حيث التذكير والتأنيث بين لفظ ملائكة وفِعله، ما يتعلق بالرتبة. ونكاد نجزم بأن هناك قاعدة مطردة في القرآن الكريم مفادُها أنه إذا جاء الفعل من حيث الرتبة بعد ذكر الملائكة (فاعل ـ فعل ـ ...) فإنه يكون مذكرا دائما ً، كما في قوله سبحانه وتعالى: (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) الرعد 23. وقوله سبحانه وتعالى: (والملائكة يشهدون) النساء 166 وقوله: (الملائكة يضربون وجوههم) الأنفال / 50.
وورَد وصف الملائكة أيضاً بصيغة المذكر كقوله سبحانه وتعالى: (والملائكة باسطوا أيديهم) الأنعام / 93، وقوله: (يمددكم ربكم بخمسة لآلاف من الملائكة مسومين) آل عمران / 125 وقوله سبحانه وتعالى: (أني مُمِدّكم بألف من الملائكة مردفين) الأنفال 9.
ففي هذه الآيات وغيرها كلما تقدَّم لفظ (ملائكة) عومل معاملة جمع المذكر السالم. لذلك نلاحظ أن الفعل الذي يأتي بعده يُسند إلى ضمير الغائبِين (يشهدون – يضربون – يدخلون)، أو يُشتقُّ منه اسم فاعل أو اسم مفعول للجمع المذكر (باسطوا، مسومين، مردفين) عملا بقاعدة: إن الراجع ينبغي أن يكون على حسب ما يرجع إليه. فيُفهَم بأن الفعل للاسم المتقدم لا لغيره، فيُقال: زيدٌ قام، الزيدان حاضران، الزيدون قاموا.
أما إذا تمت المحافظة على الترتيب الأصلي للغة العربية (فعل – فاعل – ...) فإن الفعل يأتي بالتأنيث مع لفظ " ملائكة "، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى: (فنادته الملائكة) آل عمران / 39، وقوله: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة) الأنعام / 158، وقوله سبحانه وتعالى: (وتتلقّاهم الملائكة) الأنبياء / 103، وقوله: (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم) النحل / 28، وغيرها من الآيات.

ـ[عائشة]ــــــــ[01 - 12 - 2011, 12:26 م]ـ
أما إذا تمت المحافظة على الترتيب الأصلي للغة العربية (فعل – فاعل – ...) فإن الفعل يأتي بالتأنيث مع لفظ " ملائكة "، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى: (فنادته الملائكة) آل عمران / 39، وقوله: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة) الأنعام / 158، وقوله سبحانه وتعالى: (وتتلقّاهم الملائكة) الأنبياء / 103، وقوله: (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم) النحل / 28، وغيرها من الآيات.

قالَ السَّمينُ الحلبيُّ -رحمه الله- في «الدرّ المصون 3/ 150»:
(قولُه تعالى: ((فَنَادَتْهُ ?لْمَلائِكَةُ)): قرأ الأخَوان: ((فناداه)) مِن غيرِ تاءِ تأنيثٍ، والباقونَ: ((فنادَتْه)) بتاءِ التَّأنيثِ. والتَّذكيرُ والتَّأنيثُ باعتبارِ الجمع المُكَسَّرِ، فيجوزُ في الفعلِ المسندِ إليه التَّذكيرُ باعتبارِ الجَمْعِ، والتَّأنيثُ باعتبار الجماعةِ، ومثلُ هذا: ((إِذْ يَتَوَفَّى ?لَّذِينَ كَفَرُوا ?لْمَلائِكَةُ))؛ يُقرأُ بالتَّاءِ والياءِ، وكذا قولُه: ((تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ)). قال الزَّجَّاجُ: «يَلْحقُها التَّأنيثُ للَفْظِ الجماعةِ، ويجوزُ أَنْ يُعَبّر عنها بلفظ التَّذكيرِ؛ لأنَّه يُقالُ: جَمْعُ الملائكةِ، وهذا كقولِه: ((وَقَالَ نِسْوَةٌ))» انتهى. وإنَّما حَسَّنَ الحذفَ هُنا الفَصْلُ بينَ الفِعْلِ وفاعِلِه.
وقد تَجَرَّأ بعضُهم على قراءة العامَّةِ، فقال: أكرهُ التَّأنيثَ؛ لِمَا فيه من موافقةِ دعوى الجاهليَّة؛ لأنَّ الجاهليَّةَ زَعَمَتْ أنَّ الملائكةَ إناثٌ. وتجرَّأَ أبو البقاءِ على قراءة الأخَوَيْن، فقال: «وكَرِهَ قومٌ قراءةَ التَّأنيثِ لِمُوافقةِ الجاهليَّةِ، فلذلك قرأَ مَنْ قرأ: ((فناداه)) بغير تاءٍ، والقراءةُ به غيرُ جيِّدةٍ؛ لأنَّ الملائكةَ جمعٌ، وما اعتلُّوا به ليس بشيءٍ؛ لأنَّ الإجماعَ على إثباتِ التَّاء في قولِه: ((وَإِذْ قَالَتِ ?لْمَلائِكَةُ))».
وهذان القولان الصَّادران من أبي البقاءِ وغيرِه ليسا بجيِّدَيْن؛ لأنَّهما قراءتان متواترتان؛ فلا ينبغي أن تُرَدَّ إحداهما البتَّة.
والأخَوانِ على أصلِهما من إمالةِ ((فناداهُ))، والرَّسم يَحتمل القراءتين معًا؛ أعني: التَّذكيرَ والتَّأنيث) انتهى.

مع الشُّكرِ.

ـ[د. خديجة إيكر]ــــــــ[01 - 12 - 2011, 04:34 م]ـ
كل فعل أمر يصدر من الله سبحانه وتعالى إلى الملائكة يكون بصيغة التذكير، ونمثل لذلك بالأوامر الربانية التالية:
اسجدوا: ورد هذا الأمر الرباني للملائكة خمس مرات في القرآن الكريم، وقد ورد في جميع المواضع مذكرا، منه قوله سبحانه وتعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) البقرة / 34. وصيغةُ الأمر بالسجود الموجّهِ للملائكة نفسُها جاءت في الأعراف / 11، الإسراء/ 61، الكهف / 50، طه / 116.
أنبئوني: ورد هذ الأمر الرباني للملائكة مرة واحدة في القرآن الكريم، وفقد جاء الفعل بالتذكير: (ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) البقرة / 31.
فقعوا له ساجدين: وُجّه هذا الأمر الإلهي للملائكة في موضعين من القرآن الكريم، وقد جاء فعل الأمر في الموضعين معاً بصيغة المذكرنفسها، وذلك في قوله سبحانه وتعالى: (فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) الحجر / 29، وفي ص / 72.
ثبّتوا: حيث أُمر الملائكة بهذا الأمر في قوله سبحانه وتعالى: (إذ يوحي ربّك إلى الملائكة أني معكم فثبِّتوا الذين آمنوا).الأنفال / 12.
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 1096
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست