responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 101
الأهمية المعنوية في حديث الخلفاء الراشدين
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[28 - 04 - 2014, 10:27 م]ـ
الأهمية المعنوية في حديث الخلفاء الراشدين
أولا:
من نحو أبي بكر الصديق رضي الله عنه

1 - يروي الجاحظ في البيان والتبيين أن المسلمين اجتمعوا يوم السقيفة بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -لاختيار خليفة للمسلمين، واختلفوا في ذلك الأمر، فقام أبو بكر الصديق يعدد مناقب المهاجرين، ومن ضمن ما قاله عن ميزاتهم قوله:"وقُدِّمنا في القرآن عليكم"،في إشارة إلى قوله تعالى " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " وقوله تعالى"لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة" وغيرهما من الآيات، فأبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يرى أن تقديم المهاجرين في القرآن الكريم تقديم بحسب الأهمية المعنوية والحاجة المعنوية عند المتكلم، وبالفضل والشرف كذلك، فهم السابقون إلى الإسلام وحاملو لوائه، والكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية والاحتياج المعنوي عند المتكلم.
2 - مر الخليفة أبو بكر الصديق- رضي الله عنه - برجل معه ثوب، فقال للرجل: أتبيعه؟ قال الرجل: لا رحمك الله؛ فاستاء الخليفة من الرجل وقال: ألا قلت: لا ورحمك الله، فخجل الرجل وانصرف.
فما الذي سبب استياء الخليفة أبي بكر؟
لأن البائع بنى (رحم) على (لا)،فصارت علاقة (رحم) المعنوية مع حرف النفي (لا)، فصارت دعاء بعدم الرحمة، ولهذا فصل بينهما أبو بكر- رضي الله عنه - فصارت "لا" حرف جواب ثم استأنف كلاما جديدا، وذلك لأن الكلام يقوم على الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.
ثانيا:
من نحو عمر بن الخطاب رضي الله عنه

1 - يُروى أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يمدح شعر زهير ويقول عن زهير:" كان لا يعاظل في الكلام"،ومن المعروف أنَّ المعاظلة تعني - من ضمن ما تعنيه - فقدان العلاقات المعنوية داخل التركيب، وتركيب الكلام فوق بعضه بعضا، فالكلام عند سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ما كان واضحا جليا لا يفتقر إلى وضوح العلاقات المعنوية بين أجزاء التركيب، ومن ضمن ما تعنيه المعاظلة كذلك التضمين، وهو ارتباط بيت الشعر بما يليه، وهو من العيوب عندهم، لأن الشعر القديم يقوم على وحدة البيت، الذي يعطي المعنى كاملا دون ارتباطه بالبيت اللاحق، لأن ارتباط البيت بما يليه ربما أفقد الشعر وضوح العلاقات المعنوية، فالكلام عنده يقوم على الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.
2 - ويروى أن سحيم عبد بني الحسحاس قد أنشد أمام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بيتا من الشعر، وهو:
عميرة ودع إن تجهزت غازيا//كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
فقال له سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-:لو قدمت الإسلام على الشيب لأجزتك.
فعمر بن الخطاب-رضي الله عنه-يريد ارتباط الإسلام بالفعل أولا وبحسب الاحتياج المعنوي، ويريده أن يقول: كفى الإسلام والشيب للمرء ناهيا، ولكن الشاعر كان واقعا تحت تأثير الضابط اللفظي والأصل أن يتكلم تحت رعاية الضابط المعنوي والاحتياج المعنوي.
3 - وهو القائل - رضوان الله عليه - عندما شاع اللحن:
روُّوا أبناءكم الشعر تعذب ألسنتهم،،فهو يطلب من المسلمين أن يحصل أبناءهم على ثقافة لغوية من أجل أن تعذب ألسنتهم، وهذا يدل على أن الإنسان لا يتحدث بقواعد مسبقة، وهذا خير دليل على أن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست