نام کتاب : أبو هريرة راوية الإسلام نویسنده : الخطيب، محمد عجاج جلد : 1 صفحه : 74
الناس من الانغماس في ملاذ الدنيا وشهواتها [1]، لا يفرق في ذلك بين غني وفقير، أو بين حاكم ومحكوم، يرشد الأمة إلى الحق والصواب، ها هو ذا يَمُرُّ بقوم يتوضَّأون فيقول لهم: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمَ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ» [2]، ويسألونه عن القراءة في الصلاة، فيقول: «كُلُّ صَلاةٍ يُقْرَأُ فِيهَا، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا، أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ» (3)
وكان لا يقبل مع حديث رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أو مع سُنَّته شيئاً، ولا يرضى أنْ يضرب لها الأمثال، ومن ذلك ما قاله لرجل: «يَا ابْنَ أَخِي إِذَا حَدَّثْتُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا، فَلاَ تَضْرِبْ لَهُ الأَمْثَالَ» (5)
حقاً إنَّ أبا هريرة لم يدع ذلك [7]، فقد سأله عثمان النهدي: كيف
(1) " حلية الأولياء ": ص 380، جـ 1. و " البداية والنهاية ": ص 111، جـ 8.
(2) " مسند الإمام أحمد ": ص 89، جـ 12، رقم 7122، إسناده صحيح.
(3) المرجع السابق، ص 245، جـ 12، رقم 7494، إسناده صحيح. يريد ما جهر به الرسول من القراءة، جهر به وما أَسَرَّ به، أَسَرَّ به.
(4) " مسند الإمام أحمد ": ص 148، رقم 7166، جـ 12، وإسناده صحيح. وأخرجه البخاري.
(5) " سنن ابن ماجه ": ص 10، حديث 22، جـ 1. و " سنن البيهقي ": ص 10، جـ 1. وانظر نحو هذا من قول أبي هريرة لابن العباس - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - في " سنن الترمذي ": ص 115، جـ 1.
(6) " مسند الإمام أحمد ": ص 194، رقم 7457، جـ 13، وانظر الأحاديث: 7138 و 7180، بإسناد صحيح. وانظر " مسند ابن راهويْه ": ص 15، جـ 4. [7] راجع " مسند الإمام أحمد " أنه يروي كثيراً عنه مِمَّا يدل على ما ذكره أعلاه، مثاله ص 108، جـ 12.
نام کتاب : أبو هريرة راوية الإسلام نویسنده : الخطيب، محمد عجاج جلد : 1 صفحه : 74