كما تفعل الملائكة في تسبيحهم لله، وتعظيمهم له، يمكن للمؤمنين أن يقتدوا بهم ويهتدوا بهديهم، كما خرج النبي -عليه الصلاة والسلام- يومًا على أصحابه وقد تفرقوا في صفوفهم قال: ((ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها)). قالوا: وكيف تصف الملائكة عند ربها يا رسول الله قال: ((يتمون الصف الأول فالأول ويتراصون في الصف)).
كما أن إيمان المؤمن بأن الملائكة تستغفر الله له، وتدعوا له، يزيد من عزته وكرامته ومعرفته عند الله -عز وجل- حيث سخر له الملائكة الكرام البررة يحفظونه ويستغفرون له، ويطلبون من ربه أن يحفظه من عذاب النار.
الركن الثالث: الإيمان بالنبيين والكتب المنزلة على المرسلين
أما الركن الثالث من أركان الإيمان؛ فهو: الإيمان بالنبيين والكتب المنزلة على المرسلين:
قال الله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} (البقرة: 177) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)). وحاجة الناس إلى الرسل والكتب فوق كل حاجة، وضرورتهم إليهم فوق كل ضرورة، وهم الذين يعرفون الناس بفاطرهم، وبارئهم، وأسمائه وصفاته، والطريق الموصلة إليه، وما يجب له عليهم، وما أوجبه لهم عليه.
فمن اتبعهم فقد هدي إلى صراط مستقيم، وفاز بسعادة الدنيا. وكان في الآخرة من ورثة جنة النعيم، ومن كذبهم وخالفهم فقد ضل سواء السبيل وهو في