والأدلّة على ما يَجب، وما يَجوز، وما يَستحيل في حَقّهم، مَذكورة في القرآن الكريم.
فالأنبياء والمرسلون هم صفوة الخَلْق، وخُلاصة البشَر، فضلاً عن أنّ الله -سبحانه وتعالى- اختصّهم بالوحي، وشرّفهم بالرسالة، وأيّدهم بالمعجزات؛ فالإيمان بهم أصْل من أصول العقيدة، وجزءٌ مكمِّل للإيمان بالله، قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (البقرة:285).
والإيمان بهم يَستوجِب الإيمان بكلِّ ما جاؤوا به من عند الله مِن تشريعات، والتصديق بما أجرى الله على أيديهم من معجزات، ومن وجوب اتّصافهم بأسمى صفات الكمال، وتَنزيههم عن النَّقائص، وعَدم التَّفرقة بينهم، وحُرمَة التَّطاول على سِيرتهم، أو التَّشهير بهم، أو القيام بتمثيل أشخاصِهم المُقدّسة في وسائل الإعلام.
والمُراد من الأنبياء والمرسَلين: الذين جاء ذِكْرهم في القرآن الكريم، وهم: خمسة وعشرون نبياً ورسولاً، جاء اسم ثمانية عَشر منهم في سورة (الأنعام)، في قوله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلّاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} (الأنعام:83 - 86).
وسبعة ذُكِروا في الآيات التالية:
{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ} (آل عمران:33).