responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 345
بين سطورها ريح الحياء والتواضع والجود والكرم والخشية، ولد بعد عام الفيل بست سنين على الصحيح، وكان ربعة حسن الوجه، رقيقة البشرة، عظيم اللحية، بعيد ما بين المنكبين، كان -رضي الله عنه- في أيام الجاهلية من أفضل الناس في قومه، فهو عريض الجاه، ثريًّا متواضعًا، شديد الحياء، عذب الكلمات، ولذلك كان قومه يحبونه أشد الحب ويوقرونه -رضي الله تعالى عنه- لم يسجد في الجاهلية لصنم قط، ولم يقترف فاحشة قط، ولم يظلم إنسانًا قط -رضي الله تعالى عنه- وكان كغيره من أهل المروءة في أشد الشوق ليد حانية تأخذ بنواصي العباد من تلك الجاهلية التي عمت البلاد إلى شواطئ النجاة، وما هي إلا فترة يسيرة حتى بعث الحبيب محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وكان عثمان -رضي الله عنه- من السابقين إلى الإسلام الذين أسلموا قبل دخول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- دار الأرقم.
أنتقل بعد ذلك إلى النقطة التالية في هذا العنصر، وهي بعنوان: مواقف من حياته وجهاده في الدعوة إلى الله -تبارك وتعالى:
أقول: على الرغم من مكانته بين قومه ومحبتهم له، إلا أنه ما إن أعلن إسلامه -رضي الله عنه- واستعلى بإيمانه حتى سلطوا عليه الأذى، فلما يئسوا من عودته إلى الشرك وارتداده عن دين محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أطلقوا سراحه، فهاجر إلى الحبشة ومعه زوجه رقية بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ورضي الله تعالى عنها- وهناك اشتد الحنين إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فعاد عثمان وزوجه -رضي الله عنهما- مرة أخرى إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى أن أذن الله لنبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- وأصحابه بالهجرة إلى المدينة النبوية، فكان عثمان وزوجه مع المهاجرين، وبذلك يكون -رضي الله عنه- قد هاجر الهجرتين وهذه منقبة عظيمة وأمارة رائعة واضحة على جهاده في سبيل الله -تبارك وتعالى- ومع هذا فقد شهد عثمان -رضي الله عنه- المشاهد كلها مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ما عدا غزوة بدر، فإن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لما خرج إلى بدر خلفه على ابنته رقية يمرضها، فقد كانت مريضة ولم يكن معها أحد، ولما عاد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- من

نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست