responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 339
على ماذا تقاتل، وتقدم كل شيء وهي تعلم من أجل ماذا تضحي وتبذل؛ ولذا كان الأداء فائقًا والتفاني عظيمًا؛ ولذلك بعد أن انتهت حروب الردة وتوحدت كلمة المسلمين، وأصبحت لهم قاعدة صلبة في جزيرة العرب تحركت قيادة الأمة بزعامة الصديق رضي الله عنه لتحقيق وعد الله بنصر دينه وإقامة شرعة ودعوة الناس لعبادة الله وتحقيق عبوديته الشاملة في كل نواحي الحياة والممات، وكان لا بد من تحرك المسلمين لإزالة كل العقبات التي تقف في وجه أداء هذه الأمانة للناس أجمعين حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
وبذلك تتحقق سيادة شرع الله الحكيم على كل بني البشر، ويصبح الجميع يدينون بحاكمية الله -سبحانه وتعالى- وألوهيته المطلقة المتمثلة في خضوع الجميع لأحكام الله -تبارك وتعالى- وأحكام رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- لقد كان المسلمون بقيادة الصديق -رضي الله عنه- على يقين بما أخبر الله ورسوله من النصر والتمكين، وهذا اليقين من أخلاق النصر في جيل الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- انطلاقًا من قوله -سبحانه-: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (الصف: 8) ويقول -سبحانه-: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون} (الصف: 9) وقال -سبحانه-: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَاد} (غافر: 51).
لقد كان التحرك نحو العراق والشام من أجل نشر دين الله تعالى مرحلة طبيعية بعد انتهاء حروب الردة، فشرع الصديق -رضي الله عنه- في إرسال الجيوش إلى العراق بقيادة خالد، وإزاحة الطواغيت من على رقاب الناس، واستجاب العباد لدين الفطرة ودخلوا فيه أفواجًا، ووجه جيوشه نحو الشام، وواصل الخلفاء الراشدون من بعده المسيرة التي ساهمت في إدخال أمم وشعوب في دين الله تعالى، حتى انتشر الخير وعم الرخاء، وتوجه الناس بالعبادة لله -تبارك وتعالى- لأنه سبحانه هو المستحق للعبادة وحده دون سواه.

نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست