responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 196
السابقين، وهي آية تخاطب العقول والقلوب، كما تخاطب فطرة الإنسان عبر الزمان والمكان.
لقد كانت معجزته الوحي المتلوَّ ألا وهو القرآن الكريم، ولم يشأِ الحق -تبارك وتعالى- أن يجعل معجزة الرسالة الأخيرة حسية؛ تُذْهِلُ من يراها؛ فلو شاء لأنزل معجزة قاهرة تلوي أعناق الذين يشاهدونها، فلا يملكون معها جدالًا ولا انصرافًا عن الإيمان بها، قال تعالى: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} (الشعراء: 4).
لقد شاء الله -تبارك وتعالى- أن تكون الرسالة رسالة مفتوحة إلى الأمم كلها وإلى الأجيال كلها، وليست رسالة مغلقة على أهل زمان أو أهل مكان، فناسب أن تكون معجزاتها مفتوحة كذلك، للبعيد والقريب، لكل أمة ولكل جيل، والخوارق القاهرة لا تلوي إلا أعناق من يشاهدونها، ثم تبقى بعد ذلك قصة تروى لا واقعًا يشاهد، أما معجزة نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم- وبعد أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان لا تزال إلى اليوم كتابًا مفتوحًا ومنهجًا مرسومًا يستمد منه أهل هذا الزمان ما يقوم حياتهم لو هُدُوا إلى اتخاذه إمامًا، ويلبي حاجاتهم كاملة، ويقودهم بعدها إلى عالم أفضل وأفق أعلى ومصير أمثل.
أنتقل بعد ذلك إلى النقطة التالية في هذا العنصر، وهي في بيان بعض جوانب الإعجاز في كتاب الله -تبارك وتعالى- القرآن الكريم معجز في كل جانب من جوانبه، وفي كل ناحية من نواحيه، فهو معجز في بناءه التعبيري في استقامته على خصائص واحدة في مستوى واحد، لا يختلف ولا يتفاوت، ولا تتخلف خصائصه، كما هي الحال في أعمال البشر؛ إذ يبدو الارتفاع والانخفاض والقوة والضعف في عمل الفرد الواحد المتغير الحالات، بينما تستقيم خصائص هذا القرآن التعبيرية على نسق واحد، ومستوى واحد

نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست