responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 158
في سبيل الله، سواء بالهجرة، أو بالنصرة، كان كل ذلك دليل على الإيمان الحق بالله -تبارك وتعالى.
وقد أخذ الله تعالى الميثاق على من تقدمنا من الأمم بنصرة الرسول الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- فما أتعس قوما أخذ عليهم الميثاق بنصرته -عليه الصلاة والسلام- فإذا هم يسخرون، ويستهزئون منه، ولا يؤمنون ويسلمون برسالته -صلى الله عليه وآله وسلم- قال الله تعالى في أخذه الميثاق على من سبق من الأمم: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} (آل عمران: 81) فأخذ الميثاق على النبيين كلهم، وأممهم تبع لهم أن يؤمنوا بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد بين الله تعالى -وأقول هذا لأشرح صدور أهل الإيمان بين الله عز وجل- أنه ناصر رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأن رسوله -عليه الصلاة والسلام- ليس في حاجة إلى نصرة هؤلاء المكذبين برسالته، والمسلم عندما ينصر الرسول -عليه الصلاة والسلام- فإنما يسعى لخير نفسه، وإذا تقاعس عن ذلك فلن يضر إلا نفسه، وقد نصر الله -عز وجل- رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- في أحلك الظروف، وأصعب الأوقات عندما هاجر -صلى الله عليه وآله وسلم- من مكة إلى المدينة، وكانت قريش تطارده بخيلها ورجلها، وترجو، وتأمل العثور عليه -صلى الله عليه وآله وسلم- لكن الله -تبارك وتعالى- نصره وأنجاه منهم مع ضعف الإمكانات، وقلة الزاد وقتئذ، قال الله تعالى مبينًا ذلك: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة: 40).
فمن تقاعس عن نصرة الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- فلا يذري إلا بنفسه، وهي منزلة من العز والشرف قد حرم منها من تقاعس، أو سب، أو استهزأ بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم.

نام کتاب : أصول الدعوة وطرقها 4 نویسنده : جامعة المدينة العالمية    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست