رابطة لا إله إلا الله، ألا أن ترى أن هذه الرابطة التي تجمع المجتمع الإسلامي كله كأنه جسدٌ واحدٌ، وتجعله كالبنيان يشد بعضه بعضًا عطفت قلوب حملة العرش ومن حوله من الملائكة على بني آدم في الأرض مع ما بينهم من الاختلاف، قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ... } (غافر: من الآية: 7) إلى آخر ما جاء في هذه الآية الكريمة.
ومن فضائلها: أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أخبر أنها أفضل الذكر، كما في الترمذي وغيره من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- أنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله)).
ومن فضائلها: أن من قالها خالصًا من قلبه يكون أسعد الناس بشفاعة الرسول الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- يوم القيامة كما في الصحيح من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: ((قيل يا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك؛ لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قبله أو نفسه)).
في الحقيقة هذا بعض ما ورد في فضائل هذه الكلمة العظيمة، ولا يستغرب طالب العلم أنني أطلت الحديث نوعًا ما في ذكر هذه الفضائل -أعني فضائل لا إله إلا الله- لأنها كلمة تستحق، وسيتبين لنا كيف أنها تستحق عندما أنتقل إلى النقطة الثانية في هذا العنصر، وهي بعنوان مدلول ومعنى كلمة: لا إله إلا الله:
إن كلمة التوحيد لا إله إلا الله التي هي خير الذكر وأفضله وأكمله لا تكون مقبولة عند الله بمجرد التلفظ بها باللسان فقط دون قيامٍ من العبد بحقيقة مدلولها، ودون تطبيق لأساس مقصودها من نفي الشرك وإثبات الوحدانية لله مع الاعتقاد