ومن فضائلها: أنها الكلمة الباقية التي جعلها إبراهيم الخليل -عليه السلام- في عقبه لعلهم يرجعون، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الزخرف: 26: 28).
وهي كلمة التقوى التي ألزمها الله أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وكانوا أحق بها وأهلها، قال الله تعالى: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (الفتح: 26).
ومن فضائل هذه الكلمة: أنها منتهى الصواب وغايته، قال الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} (النبأ: 38).
روى علي بن طلحة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} أنه قال: "إلا من أذن له الرب بشهادة أن لا إله إلا الله، وهي منتهى الصواب". وقال عكرمة: "الصواب لا إله إلا الله".
ومن فضائلها: أنها هي دعوة الحق المرادة لقوله الله -تبارك وتعالى-: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ} (الرعد: 14).
ومن فضائلها: أنها الرابطة الحقيقية التي اجتمع عليها أهل دين الإسلام، فعليها يوالون ويعادون، وبها يحبون ويبغضون، وبسببها أصبح المجتمع المسلم كالجسد الواحد، وكالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا.
قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشِّنقيطي -رحمه الله تعالى- في كتابه (أضواء البيان): والحاصل أن الرابطة الحقيقية التي تجمع المفترق وتؤلف المختلف هي