{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل: من الآية: 36).
وقال تعالى في أول سورة النحل: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ} (النحل: 2) وهذه الآية هي أول ما عدد الله على عباده من النعم في هذه السورة، فدل ذلك على أن التوفيق لذلك هو أعظم نعم الله تعالى التي أسبغها على عبادة كما قال سبحانه: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} (لقمان: من الآية: 20) قال مجاهد -رحمه الله-تبارك وتعالى-: لا إله إلا الله، وقال سفيان بن عيينة: ما أنعم الله على عبدٍ من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم أن لا إله إلا الله.
ومن فضائلها: أن الله وصفها في القرآن بأنها الكلمة الطيبة، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (إبراهيم: 24، 25).
وهي القول الثابت الوارد في قول الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} (إبراهيم: 27).
وهي العهد في قوله تعالى: {لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} (مريم: 87).
رُوي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- كما ذكر الطبراني في كتابه (الدعاء) أنه قال: "شهادة أن لا إله إلا الله، وأن يتبرأ العبد من كل حول وقوة إلا من حول الله وقوته" ثم قال: "وهي رأس كل تقوى".
ومن فضائلها أيضًا: أنها العروة الوثقى التي من تمسك بها نجا، ومن لم يتمسك بها هلك، قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} (البقرة: من الآية: 256).
وقال تعالى: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} (لقمان: من الآية: 22).