وقد أشارت كلمات شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تبارك وتعالى- الدقيقة إلى ذلك.
الركن الأول من أركان الإسلام؛ شهادة أن لا إله إلا الله
أنتقل بعد هذا إلى عنصر مهم جدًّا، وهو العنصر الثاني، وهو في الركن الأول من أركان الإسلام، وهو: شهادة أن لا إله إلا الله، سأبدأ أولًا بشهادة أن لا إله إلا الله، ثم -إن شاء الله تبارك وتعالى- أثني بالحديث عن شهادة محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولكن هذه الشهادة لله بالوحدانية تحتاج إلى تفصيلٍ وتدقيقٍ وبيانٍ لأهمية ذلك، كما أيضًا نحتاج في شهادة أن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا العنصر يشتمل على النقاط التالية:
أولًا: فضل لا إله إلا الله:
لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد، وكلمة التوحيد لها فضلٌ عظيمٌ وكبيرٌ، فلأجلها خُلقت الخليقة، وأُرسلت الرسل، وأُنزلت الكتب، وبها افترق الناس إلى مؤمنين وكفار، وسعداء أهل الجنة، وأشقياء أهل النار، فهي العروة الوثقى، وهي كلمة التقوى، وهي أعظم أركان الدين وأهم شعب الإيمان، وهي سبيل الفوز بالجنة والنجاة من النار، وهي كلمة الشهادة، ومفتاح دار السعادة، وأصل الدين وأساسه ورأس أمره.
وفضائل هذه الكلمة وموقعها من الدين فوق ما يصفه الواصفون ويعرفه العارفون؛ قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران: 18)
وكون الله -عز وجل- يشهد لنفسه بلا إله إلا الله، كما أن ملائكته يشهدون بذلك وأهل العلم أيضًا، يدل هذا على مكانة وأهمية هذه الشهادة؛ ولهذا أقول: إن لهذه الكلمة الجليلة فضائل عظيمة، وفواضل كريمة، ومزايا جمة لا يمكن لأحدٍ استقصاؤها.
وممّا ورد في فضل هذا الكلمة في القرآن الكريم: أن الله -تبارك وتعالى- جعلها زبدة دعوة الرسل، وخلاصة رسالاتهم، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء: 25).
وقال تعالى: