responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان بين الدينونة لله والدينونة لغيره نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 246
ونلمسها ليست إلا خيالات وبها ركاب وهميون، وتعبر أنهارا لا وجود لها، وتسير فوق جسور غير مادية .. إلخ. وهو رأي وهمي لا يحتاج إلى مناقشة أو جدال! «أما الرأي الثاني القائل بأن هذا العالم، بما فيه من مادة وطاقة، قد نشأ هكذا وحده من العدم، فهو لا يقل عن سابقه سخفا وحماقة ولا يستحق هو أيضا أن يكون موضعا للنظر أو المناقشة.
«والرأي الثالث الذي يذهب إلى أن هذا الكون أزلي ليس لنشأته بداية [1]،إنما يشترك مع الرأي الذي ينادي بوجود خالق لهذا الكون - وذلك في عنصر واحد هو الأزلية - وإذن فنحن إما أن ننسب صفة الأزلية إلى عالم ميت، وإما أن ننسبها إلى إله حي يخلق، وليس هنالك صعوبة فكرية في الأخذ بأحد هذين الاحتمالين أكثر مما في الآخر. ولكن قوانين «الديناميكا الحرارية» تدل على أن مكونات هذا الكون تفقد حرارتها تدريجيا، وأنها سائرة حتما إلى يوم تصير فيه جميع الأجسام تحت درجة من الحرارة بالغة الانخفاض، هي الصفر المطلق ويومئذ تنعدم الطاقة، وتستحيل الحياة. ولا مناص من حدوث هذه الحالة [2] من انعدام الطاقات عند ما تصل درجة حرارة الأجسام إلى الصفر المطلق، بمضي الوقت. أما الشمس المستعرة، والنجوم المتوهجة، والأرض الغنية بأنواع الحياة، فكلها دليل واضح على أن أصل الكون أو أساسه يرتبط بزمان بدأ من لحظة معينة، فهو إذن حدث من الأحداث .. ومعنى ذلك أنه لا بد لأصل الكون من خالق أزلي، ليس له بداية، عليم محيط بكل شيء، قوي ليس لقدرته حدود، ولا بد أن يكون هذا الكون من صنع يديه».
اللّه - سبحانه - خالق كل شيء. لا إله إلا هو ..
هذه هي القاعدة التي يقيم عليها السياق القرآني هنا وجوب عبادة اللّه وحده. ووجوب ربوبيته وحده - بكل مدلولات الربوبية من الحكم والتربية والتوجيه والقوامة: «ذلِكُمُ اللَّهُ

[1] - وهو رأي الوضعيين والمذاهب المادية جملة من قديم. وكذلك الهندوكية والبوذية!
[2] - هذه التوكيدات الحتمية لم يعد منطق العلم البشري ذاته يحتملها. وقوانين الديناميكا الحرارية ليست يقينا. إنما هي نظرية في تفسير الكون. وقد تدخل عليها تعديلات غدا. وقد يظهر بطلانها من أساسها. ونحن كما قلنا لا نتخذ من العلم برهانا على صحة الإسلام، ولا مصدقا لمقرراته. إنما نحن نواجه بهذه النتائج «العلمية» من يحسبون العلم إلها .. فهذا قول إلههم الذي يثقون به ثقة جوليان هاكسلي!
نام کتاب : الإنسان بين الدينونة لله والدينونة لغيره نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست