نام کتاب : الإنسان بين الدينونة لله والدينونة لغيره نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 174
الدين الحق هو الدينونة للّه وحده في الاعتقاد والشعائر والشرائع
قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)} [التوبة:30، 31]
وفي هذه الآية استمرار في وجهة السياق في هذا المقطع من السورة. من إزالة الشبهة في أن هؤلاء أهل كتاب .. فهم إذن على دين اللّه .. فهي تقرر أنهم لم يعودوا على دين اللّه، بشهادة واقعهم - بعد شهادة اعتقادهم - وأنهم أمروا بأن يعبدوا اللّه وحده، فاتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون اللّه - كما اتخذوا المسيح ابن مريم ربا - وأن هذا منهم شرك باللّه .. تعالى اللّه عن شركهم .. فهم إذن ليسوا مؤمنين باللّه اعتقادا وتصورا كما أنهم لا يدينون دين الحق واقعا وعملا.
وقبل أن نقول: كيف اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا، نحب أن نعرض الروايات الصحيحة التي تضمنت تفسير رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - للآية. وهو فصل الخطاب.
الأحبار: جمع حبر أو حبر بفتح الحاء أو بكسرها، وهو العالم من أهل الكتاب وكثر إطلاقه على علماء اليهود .. والرهبان: جمع راهب، وهو عند النصارى المتبتل المنقطع للعبادة وهو عادة لا يتزوج، ولا يزاول الكسب، ولا يتكلف للمعاش.
وفي «الدر المنثور» .. روى عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ؟ قَالَ:" لَا، كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ، وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ "
وعَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي حُذَيْفَةَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: وَلَكِنْ كَانُوا يُحِلُّونَ لَهُمُ الْحَرَامَ فَيَسْتَحِلُّونَهُ، وَيُحَرِّمُونَ عَلَيْهِمُ الْحَلَالَ فَيُحَرِّمُونَهُ ". [1]. [1] - جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ >> سُورَةُ التَّوْبَةِ >> الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ >> (15278) صحيح لغيره
نام کتاب : الإنسان بين الدينونة لله والدينونة لغيره نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 174