نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر جلد : 1 صفحه : 97
من بعده أبدا، ولا أخذ أحدا الحكم بالقوة من خلفائه الراشدين، كما هو الحال في المسلمين اليوم.
الاسلام يأمر بالشورى بين جماعة المسلمين، ويعتبرها هي الحرية الحقيقية، ولذا يوليها عناية كبرى قال تعالى: (وأمرهم شورى بينهم) [1] وقال لنبيه الكريم (وشاورهم في الأمر) [2]، وهي قاعدة عامة في الاسلام يجب أن يطبقها المسلمون في جميع شؤونهم العامة، وهى ضد الدكتاتورية المستبدة التي طوحت بالمسلمين قرونا عديدة، حتى أصبحت حجر عثرة في سيرهم، فبها يصل المسلمون الى حكمة الرأي وصوابه، لأن الجماعة الملتزمة بالإسلام عندما تتشاور تكون في جانب الصواب، وبهذا يتضح أن الصواب في جانب الرأي الجماعي، وخاصة أهل الحل والعقد، والخطأ كل الخطأ بجانب الرأي الفردي أيا كان موقعه وسلطته.
أما كيف تتحقق؟ وما هي الوسيلة إلى ذلك؟ فهذا أمر تركه الاسلام الى جماعه المسلمين وإلى التطورات الزمانية الرئاسة العامة هي حق الأمه لها أن تعزل الحاكم إذا رأت فيه اعوجاجا أو خالف دستور الإسلام، لأنها هي التي أوصلته إلى السلطة، وما هو الا وكيل عنها أو نائب عليها، فهو يستمد.
سلطته منها ويعتمد على تقتها. يجب على الحاكم المسلم أن يضع نصب عينيه العقيدة الاسلامية، فيحافظ عليها، فإن زاغ مبتدع، أو ألحد فاسق، أو سعى مغامرون بالفساد في الأرض أو طعن فيها، أو عطل أحكامها وتشريعاتها يقوم القانون في الحال لحمايتها وصيانة النظام العام فيها، ليكون الدين محرسا من التعدي عليه ومحترما في أعين الناس، والأمة محفوظة من الزلل، فبهذا تصان محارم الله من الانتهاك، وتحفظ حقوق العباد من الضياع والتلف.
يجب على المسلمين أن يخرجوا من نطاق الكلمات الجوفاء والتصريحات الرعناء والعصبية الجاهلية، والدعوات المرتجلة الي ساحة التنظيم والاعداد. [1] سورة الشورى [2] سورة آل عمران
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر جلد : 1 صفحه : 97