responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 76
يزيحوها عن أنفسهم ما داموا معتقدين هذا الايمان في جميع شؤونه وأطواره).
الايمان بالله له خواص لا تفارقه، ونزعات لا تزايله، وصفات جليلة لا تنفك عنه وأخلاق عادلة سامية لا تباينه، وكانوا يلقنون الجماهير سيرة سلفهم الصالح ليقتدوا بها فيقولون (صبر المسلمون الأولون في نار الامتحان والابتلاء حتى ظهر ايمانهم ذهبا إبريزا خالصا من كل غش، وأعد الله لهم جزاء على صبرهم نعيما مقيما، ما أصعب ابتلاء الله!، وما أشد فتنته!، وما أذق حكمته في ذلك ليميز الله الخبيث من الطيب، ان ابتلاء الله هو تحمل الصعوبات، وبذل الأموال والأرواح، كل خطر فهو تهلكة ينبغي البعد عنه الا في الايمان، فكل تهلكه فيه فهي نجاة، وكل موت في المحاماة عنه فهو بقاء، وكل واجب في أداء حقوق الايمان فهو سعادة أبدية.
إن الفرار من محنة الله مجلبة للخزي الأبدي، ان الفرار من صدمة جيش الضلال وان بلغت أقصى ما يتصور موجب للشقاء السرمدي، لا سعادة الا بالدين ودون حفظه تتطاير الأعناق).
سقنا هذا الكلام النفيس من العروة الوثقى، اعتمد هؤلاء الأعلام في تحريك الجماهير وإنهاض عزائمهم على الدين الحنيف، فكانوا يخاطبون الأمة بالتمسك به، والالتفات حوله، وأن تعتصم بحبله المتين، ففيه الشفاء العاجل لأمراضها الاجتماعية وعللها المزمنة الفاسدة، ولا شيء ينقذها من هذه الحالة التعساء، والهوة السحيقة التي سقطت فيها الا الاسلام، فهو وحده يوحد بين أجزائها وطوائفها، ويكون فيها التعاون الصادق لتنهض من كبوتها وتخرج من غفلتها وجمودها، وتتناسى الأضغان والأحقاد حتى ترمى عن كاهلها مخلفات القرون المظلمة قبل أن تتحطم وتنقرض من الوجود لا قدر الله. تابع هؤلاء الدعاة الربانيون دعوتهم بقولهم (الأمة الاسلامية لا يسوغ لها أن ترضخ للذل والعبودية، وترضى بالإهانة والظلم، وتتقاعس عن اعلان شأنها وبناء مجدها واسترجاع سيادتها، ولها ملك عظيم على وجه الأرض، ورحمة الله مفتحة لها وما عليها سوي أن تلجها، وروح الله نافحة لها فما عليها الا أن تستنشقها، والفرص

نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست