responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 75
التي تجتابهم ومن سلطان المادة الطاغية، وله دور كبير في رفع الدين والتمسك بأوامره في نفوس المسلمين، وكان رضى الله عنه يعتمد على القرآن في توجيه المسلمين مع بقية الأعلام الآخرين الذين أصبح حبهم والانتصار لهم شعار المثقفين الأحرار.
أراد هؤلاء الأعلام أن يصلوا حاضر هذه الأمة بماضيها المجيد الذى وضع المتكبرين الذين كانوا يفسدون في الارض ولا يصلحون، ورفع المحرومين المضطهدين من الحضيض حتى يصبحوا سادة بعد ما كانوا عبيدا والله سبحانه وتعالى قد حقق عزمهم وسعيهم وجهادهم باستقلال هذه الشعوب وطرد المعمر منها.
قال الشيخ البشير الإبراهيمي في هؤلاء الدعاة: (أسسوا هذه النهضة المباركة على صخرة الحق، وقادوا زحوفها الى الغايات العليا فربوا الأجيال على هداية القرآن والهدي المحمدي وعلى التفكير الصحيح وأحيوا دوارس العلم بدروسهم الحية وغرسوا بذور الوطنية فأحيوا أمة تعاقبت عليها الأحداث والغير، وحالفها الخنوع والذل ردحا من الزمن، ولسانا عربيا فصيحا أفسدته الرطانات الأجنبية وتاريخا عف الزمن عليه ومجدا أضاعه الأحفاد).
قام العلماء الربانيون، وهم روح الأمة وقواد الملة المحمدية ينبهون المسلمين على ما أوجبه الله عليهم فأيقظوا النائمة قلوبهم عما فرض عليهم الدين، فعلموا الجاهل وأزعجوا الجامد، ذكروا الجميع بما أنعم الله على آبائهم، واستلفتوهم الى ما أعد الله لهم - ولو استقاموا - وحذروهم سوء العاقبة، إن لم يتداركوا أمرهم بالرجوع الى ما كانوا عليه أيام النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين فأزالوا اليأس بتذكير وعد الله، وكان وعده حقا: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [1]، وكانوا يعلنون للجميع بقولهم: (ان للعقائد الراسخة آثارا تظهر في العزائم والأعمال، وتأثيرا في الأفكار والإرادات لا يمكن للمعتقدين أن

[1] سورة النور
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست