responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 105
فإصلاح المجتمع متوقف على إصلاح الفرد، فان كان الفرد شاعرا بواجباته الكثيرة نحو ربه الذي خلقه وأغدق عليه من نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى وخافه في السر والعلن، واستحضر عظمته في ضميره وخشيته في قلبه فيصبح هذا الفرد لا يتعدى ما أمر الله به ولا يتجاوز ما نهاه عنه حينئذ يسير في طريق الصواب الذي لا اعوجاج فيه، فيصير إنسانا كاملا يؤدي رسالته التي خلق من أحلها. ان المتهاونين فيما كلفوا به من تطبيق الاسلام مكذبون، ولهم الويل في الدنيا، والندامة والخزي في الأخرة، فهل يليق بنا معاشر المسلمين أن نقطع الصلة بيننا وبين تعاليم الإسلام، أو نحصرها في طائفة معينة؟ أم ننتظر هاديا غير محمد صلى الله عليه وسلم؟ استولت علينا الأهواء فأنستنا ما أوجب علينا الايمان، أو طبعت النفوس على الشر فضلت سواء السبيل، عجبا يأمرنا ربنا بالتعاون على البر والتقوى، ونحن نتعاون على الاثم والعدوان.
كان المجتمع الإسلامي فيما مضى تنظره شعوب الدنيا بعيني الاجلال والإكبار فما لنا ونحن لم نكن كما كنا من قبل، لأننا غيرنا ما بأنفسنا، فغير الله ما بنا.
يجب على المسلمين أن يحاربوا الشهوات التي تزين لهم مخالفة الدين والعقل ويبتعدوا عن الأرواح الخبيثة التي حذرهم منها القرآن كالنفس الأمارة بالسوء واتباع شياطين الانس والجن حتى يرجعوا الى طريق الصواب، فالمسلم يجب عليه أن يلازم الاستقامة في الأقوال والأفعال، ويأخذ نفسه بالوفاء بالعهد وصدق العزيمة، وعدم مجاراة السفهاء، لهذا كان المسلمون كما قال الله تعالى:) كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) [1] يجب على المؤمن أن يسعى طلب العلم لأنه الطريق الوحيد الى معرفة الله قال تعالى: (انما يخشى الله من عباده العلماء) [2] كلما تعمق العالم في العلم تكن خشية الله عز وجل لأنه يرى نواميس الكون من الإتقان في الصنع، والحكمة في التدبير ما يجعل المؤمن يخر ساجدا لله، فالذين يتخصصون في علم

[1] سورة آل عمران
[2] سورة غافر
نام کتاب : الاعتصام بالإسلام نویسنده : العرباوي، عمر    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست