responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 105
صلة خاصة بينها وبين الدين، كانت المبادئ المسيحية موضع تأكيد وتزيين كلما سنحت لذلك فرصة. فمن أمثال ذلك مثلاً أن درس اللغة الإنجليزية كان يستغل في نقل نصوص التوراة الإنجليزية إلى اللغة العربية. وفي هذه الأثناء كان الأستاذ ينتقل إلى مناقشة المشاكل الدينية، من الزاوية التبشيرية طبعًا [1].
وهذا أمر غير مستغرب في المدارس التبشيرية. لقد قرر مؤتمر القدس المنعقد عام 1935 أن يستغل كل درس في سبيل تأويل مسيحي لفروع العلوم كالتاريخ وعلم النبات ... الخ [2].

ومع أن الجامعة الأمريكية، كما يقول (بنروز)، لم تفكر بأن تفرض المذهب البروتستانتي على طلابها فرضًا، فإنها كانت تستغل كل فرصة سانحة ليعرف أولئك الطلاب الحقيقة كما تريدها النصرانية البروتستانتية. وكان الدخول إلى الكنيسة فرضًا على كل تلميذ [3].

واتفق في عام 1909 أن احتج الطلبة المسلمون على إجبارهم على الدخول إلى الكنيسة فاجتمعت عمدة الجامعة الموقرة وأصدرت منشورًا طويلاً جدًا، جاء في مادته الرابعة ما يلي ([4]):
«إِنَّ هَذِهِ كُلِّيَّةٌ مَسِيحِيَّةٌ، أُسِّسَتْ بِأَمْوَالِ شَعْبٍ مَسِيحِيٍّ: هُمْ اِشْتَرَوْا الأَرْضَ وَهُمْ أَقَامُوا الأَبْنِيَةَ، وَهُمْ أَنْشَأُوا المُسْتَشْفَى وَجَهَّزُوهُ، وَلاَ يُمْكِنُ لِلْمُؤَسَّسَةِ أَنْ تَسْتَمِرَّ إِذَا لَمْ يُسْنِدْهَا هَؤُلاَءِ. وَكُلُّ هَذَا قَدْ فَعَلَهُ هَؤُلاَءِ لِيُوجِدُوا تَعْلِيمًا يَكُونُ الإِنْجِيلُ مِنْ مَوَادِّهِ، فَتُعْرَضُ مَنَافِعُ الدِّينِ المَسِيحِيِّ عَلَى كُلِّ تِلْميذٍ ... وَهَكَذَا نَجِدُ أَنْفُسَنَا مُلْزَمِينَ بِأَنْ نَعْرِضَ الحَقِيقَةَ المَسِيحِيَّةَ عَلَى كُلِّ تِلْميذٍ ... وَإِنَّ كُلَّ طَالِبٍ يَدْخُلُ إِلَى مُؤَسَّسَتِنَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ مُسْبَقًا مَاذَا يُطْلَبُ مِنْهُ».

وكان هذا التهديد المجرد من الذوق والروح العلمية كافيًا لأن يعلن الطلاب الإضراب.
إلا أن العمدة تصلبت في ظاهر أمرها، فترك ثمانية طلاب العلم في المؤسسة المتعصبة [5]. ولم تتأخر الكلية عن أن تعلن بلسان مجلس الأمناء أن الكلية لم تؤسس للتعليم العلماني ولا لبث الأخلاق الحميدة (كذا)، ولكن من أولى غاياتها أن تعلم الحقائق الكبرى التي في التوراة، وأن تكون مركزًا للنور المسيحي وللتأثير المسيحي، وأن تخرج بذلك

[1] Penrose 46
[2] Danby 31 etc
[3] Penrose 135 f
[4] Penrose 137 f ; cf. Bliss R 331 ; Jessup 788
[5] cf. Penrose 137 f. Bliss R 331 ; 788
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست