ثم جاء الإمام أبو حنيفة [1] الذي ورث علم كل أولئك حيث كان تلميذاً لحماد وعليه تفقَّه. وأسس مدرسة للفقه في الكوفة، وما زال تلاميذه يتوارثون علمه إلى يوم الناس هذا.
وقل الشيء نفسه في المدارس المختلفة التي نشأت في زمان السلف كالمدرسة المالكية والشافعية والحنبلية.
2. الوصايا:
الوصية نوع من أنواع التوريث، حيث يوصي الرجل بما رآه نافعاً وصالحاً، وهي خلاصة تجارب، ومجموعة حكم إن صدرت من حكيم مجرب، والوصية من مثل هذا كنز يحافظ عليه، ويعتنى به.
وللوصايا أصل وسلف في كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فقد جاء في كتاب الله تعالى قوله جلَّ وعز: (ذالكم وصاكم به لعلكم تذكرون) [2].
وقال تعالى قاصّاً وصية بعض الأنبياء العظام:
(ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يابني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) [3][4]. [1] النعمان بن ثابت الكوفي، أبو حنيفة الإمام. فقيه مشهور. مات رحمه الله تعالى سنة خمسين ومائة وله سبعون سنة. انظر ((التقريب)):563 [2] سورة الأنعام: آية 125. [3] سورة البقرة آية 132. [4] جاء ذكر الوصايا في كتاب الله تعالى في قرابة ثلاثين موضعاً.