نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 95
أصواتهم، وكان مقتضى الديمقراطية الأصيلة أن تكون نفوس الفرنسيين صدى لتلك الهتافات الحبيبة، التي كان يرددها - الجنرال ديغول - ورجال المقاومة أيام الإحتلال النازي - لام الحريات باريس - ولكن الواقع، الذي حصل بالضبط، أن هجم الجيش الفرنسي والبوليس والمدنيون الفرنسيون، هجموا بالبقية الباقية من بنادقهم ودباباتهم، على الجزائريين العزل، المحتفلين بيوم انتصار الديمقراطية، فأشبعوهم تقتيلا وتجريحا وتشويها، ولما رد عليهم الجزائريون بالعصى وبعض المسدسات، ولم يكونوا يملكون غيرها، تمرجلت الست فرنسا، وهاجت نخوتها، ولم تكد ترفع رأسها بعد إلى فوق من إثر إذلال الألمان، وأعلنت حربا شعواء على أنصارها الجزائريين، لم تكن فيها أدنى هوادة، استعملت فيها أسلحة الإنكليز والأمريكان التي كانوا يسمونها الإعارة والتأجير، وكانت حصيلة هذه المجزرة الحقيرة، التي دامت نحو ستة أشهر، زهاء سبعين ألف قتيل من الجزائريين، ولم يكونوا من الثوار، لأن الجيش الفرنسي كان ولا يزال أعجز من أن يصل إلى الثوار، ولكنهم كانوا من العزل المسالين الآمنين، الملازمين لقعر ديارهم، قتلوهم جملة، بهمجية وبربرية لم يعرف التاريخ لها نظيرا. وقد تم ذلك بواسطة حملة جوية مدبرة بليل، حملت الطائرات الديمقراطية الفرنسية نوعا من القنابل الجهنمية، فأفرغتها على أربعين قرية، كأنت آمنة مطمئنة، فدمرتها عن بكرة أبيها، ثم عادت فأفرغت عليها نهرا من البنزين، فأحرقت جميع من فيها حتى الكلاب والقطط، وكان هذا الحادث الفظيع يومئذ موضوع مناقشة مجلس النواب الفرنسي. فلم تستطع الحكومة أن تنكره، وقد سجن أثناء هذه الحوادث زهاء ثمانين ألفا، من خلاصة الشعب وشبابه باسم المشبوهين. ويذكرني بهذا: تقرير وصل إلينا من أيام يقول ملخصه:
لتسقط الديمقراطية الفرنسية
وتحيا الثورة الجزائرية والمغربية
إن الجيش الفرنسي الذي يلاحق الثوار، قوامه 250 ألفا، لكنه عاجز عن الوصول إليهم عجزا تاما، لذلك أفرغ جام غضبه على المدنيين، فدبر حملة وحشية
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 95