نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 464
نموذج من أسفاره
في الوقت الذي كانت ظروفه السياسية في غاية الدقة دوليا، وفي الوقت الذي كانت تلاحقه أكثر من حكومة استعمارية وشبه استعمارية، كان يعمل مقيما ويعمل مسافرا، فيكتب المقالات الطوال بأسماء مستعارة، ويشتغل بأوراق موضوعة مرتبة، ويستعمل صفة الصحافة، مندوبا متجولا لبعض وكالات الأنباء، وبعض الصحف الكبرى، وإني أسجل هنا معتزا، بأنني قد ساهمت معه بنصيب كبير، في ترتيب هذه الأمور والحمد لله.
إلى أوروبا
ابتدأت رحلته سنة 1950، من سوريا فتركيا فاليونان فإيطاليا فسويسرا فلوكسمبرغ فبلجيكا فهولندا فإنكلترا فإيرلندة الحرة فإسبانيا فالبرتغال فالمنطقة الخليفية فطنجة، وعاد منها حالا بأكثر هذه البلاد للمرة الثانية، وقد أقام في كل تلك البلاد، كل على قدر ما يتطلبه العمل فيها، والتقى بكثير من رجال المغرب العربي، المسؤولين على اتفاقات سابقة، في سويسرا ولندن وغيرهما، ولما ابتدأت أزمة سلطان مراكش مع الجنرال جوان، كان الورتلاني في لندن، فطار منها إلى إسبانيا فتطوان فطنجة، ليساهم مع الوطنيين في مواجهة تلك الأزمة وبقي مع إخوانه هناك، متنكرا من سلطات فرنسا وجواسيسها مدة كافية، فكان له فيها مساعي فعالة مشكورة. وكان له جميع تلك الأقطار اتصالات واسعة نافعة مع زعمائها وقادتها وحكامها، عادت على بلاده المغرب العربي خاصة وعلى العرب عامة بشيء كثير من النفع إيجابيا وسلبيا.
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 464