نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 43
الأعاصير ولا النكبات ولا الدسائس والمؤامرات، فعاش مجاهدا بالقلم واللسان، وناضل طوال حياته دون ملل وبدون توقف، ونضاله الذي يتمثل خاصة في الدفاع عن شخصية الأمة الجزائرية بصفة خاصة والأمة الإسلامية بصفة عامة.
إن الذي نذر حياته كلها منذ نعومة أظافره وسخر نفسه لخدمة قضية وطنه دفاعا عن مبادئها المقدسة وحفاظا على ذوبان شخصيتها الغالية، لا جدال بأنه أهل وجدير لأن تكتب عنه مئات المؤلفات وتخصص من أجله العديد من البحوث والدراسات حتى تفوز به الأجيال الصاعدة وتتخذه نبراسا ومصباحا تستضيء به في طريقها الطويل نحو الغد الأفضل.
لقد كان المرحوم الفضيل الورتلاني في الصف الأول مع رائد الإصلاح الكبير الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله، وسار مع الفوج الأول يدا في يد لمحاربة الجهل والأمية والبدع والخرافات وكل أنواع الانحراف، وقد كانت المعركة شاملة واسعة النطاق، لأن جميع جوانب الإصلاح الاجتماعي كانت مستوعبة من محاربة المعتقدات البالية والضلالات والبدع إلى التربية الخلقية الإسلامية الصحيحة، والدعوة التي تسني ولا تتوقف إلى نمط جديد من الحياة، يتفق مع الإسلام باعتباره دين التجديد لقد كانت المعركة دائمة متواصلة، لأنها كانت متأنية إرادية ومطالبة حتى اليوم الذي جاء فيد دور السلاح.
إن مآثر الرجل الفقيد متعددة لا تفي بها كلمة عابرة مستعجلة كهذه، تكتب كلما دارت دورة الزمن، إذ أن للشيخ الفضيل الورتلاني جوانب متعددة تتطلب دراستها مجلدات، ولعل ذكرى وفاته التي تصادف شهر مارس تكون حافزا للأقلام المتخصصة في الوطن العربي الإسلامي وفي وطنه الجزائر بصفة خاصة، وللذين أتيح لهم الحظ العيش معه، أن يدرسوا ما يزال مادة خاما من مآثره الجليلة التي لا تعد ولا تحصى وأن يستخلصوا العبرة من أعماله ومواقفه النبيلة عبر مراحل
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 43