نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 424
"رأيت العفو من تمر الذنوب"؛ وإذا كان العفو لا يكون إلا عن جان، فإقراره إقرار للجناية، ومتى كان الفضيل جانيا حتى يعفى عنه، أو حتى يكون العفو عنه مدعاة للسرور والابتهاج؟ وقد وقع لنا مثل ذلك مع الاستعمار، يظلمنا، ثم يبدو له فيقول: عفوت عنكم، فلا يكون آخر في نفوسنا من ظلمه إلى عفوه.
كل ذنب الفضيل، أنه أراد أن يعالج ناحية من نواحي تلك المملكة الشقيقة، فعالجته الأيدي الخفية، التي لا تريد إصلاحا - بتلك الحادثة.
وبعض ذنبه - إن كان هذا يسمى ذنبا - أن جرأتها على مصارحة الأمير القتيل بلزوم الإصلاح، وتنبيهه إلى مواقع الخطر المترتب على الإهمال - كل ذلك جرأ الطائشين على التعجل بأمر لم يجيلوا فيه روية، ولا تدبروا له عاقبة، والمعاني الكبيرة، لا تحتلها العقول الصغيرة، وأعان على ذلك ظلم طال أمده وتظلم خفت صوته فلم يتردد صداه.
إننا نعلن - نيابة عن الأستاذ الورتلاني، بما لنا عليه من حق الأبوة - أنه يستحق التبرئة والاعتذار إليه، لا العفو، إذا كانت العقول قد ثابت إلى رشدها، وطهر الجو من الروائح الاستعمارية التي أفسدته، أما إذا كان الإمام لا يحسن الإمامة، وكان السيف لا يقطع إلا أوصال جاليه، فخير للفضيل أن تتخطفه الطير، أو تهوي به الريح في مكان سحيق، من أن تكتب في تاريخه الحافل "طرة" وهي أنه (مجرم معفو عنه).
إننا قوم لا نرضى من الأخلاق إلا أن تكون عقائد، وأن هذه الاعتبارات هي التي أسكتتنا عن الحديث في هذا العفو، وإن لامنا عن هذا السكوت اللائمون، أما ما جرته تلك التهمة على الأستاذ الفضيل من تنكر الملوك له، وضيق
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 424