نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 394
اختراع الألفاظ، هو كلمة (الامتزاج، أو الدولة ذات الجنسيات) ونحن نترك مهمة شرح هذا الدجل الاستعماري، لمقال مسيو إيمري، والمقال من تعريب البصائر، عن جريدة لوموند بتاريخ 6 - 10 - 1955 قال الكاتب:
سياسة الامتزاج؟ لست أدري من هو مخترع هذا الاصطلاح الجديد، الذي يعجب الكثير من مواطنينا؛ فالفرنسيون قد اشتهر ولوعهم بالكلمات.
إنما الأمر الذي تعمدوا عدم كشفه، فهو المعنى الحقيقي المقصود من هذه الكلمة الجديدة. إنني أتصور أنهم يريدون بها نفس المعنى، الذي كانت تعبر عنه كلمة "الاندماج" لكنهم عدلوا عن هذه لتلك، حتى يوهموا الناس أنهم أتوا بفكرة جديدة. وكثير من الناس يقتنعون بهذا.
ثم إنهم يغمضون أعينهم بعد هذا، ويتجاهلون وجود حركة ملية في القطر الجزائري، تستطيع أن تحرك طبقات الشعب، وخاصة منذ أدركت هذه الطبقات الشعبية، أن سياسة الاندماج (التي كانت تطبقها فيما مضى من الأيام) ليست إلا خدعة وتضليلا. ثم يتجاهلون أيضا هذا الأمر المزعج الفاضح، الذي هو أساس المشكل كله: يوجد اليوم في قطر الجزائر، بعد مائة عام ونيف من انتصابنا فيه، 82 بالمائة من الأميين الذين يجهلون القراءة والكتابة؛ ويوجد فيه عدد هائل من العاطلين لا يمكن حصره، إنما يقدر على الأقل بنحو المليون نسمة.
إنهم يجيبون بصفة تقليدية كل متسائل، أن عمل فرنسا إنما هو عمل كيف، يقولون لنا: إننا أنشأنا عددا من المدارس الضخمة الجميلة. أي نعم، لقد وقع هذا فعلا، إنما يقولون لنا عمدا، كم هو عدد هاتيك المدارس الضخمة الجميلة. لكننا إذا تطوعنا بعمل حساب كمي لهذه المدارس، رأينا أنه لا يمكن إيجاد المدارس الكافية لتعليم سائر أبناء المسلمين، إلا بعد مضي 85 سنة بعد اليوم!
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 394