responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني    جلد : 1  صفحه : 236
وعرض مقصود ويسوقون إليها جموعا من البشرية الكريمة مكبلين فيدفعون بفريق إلى الأخدود فإذا ما وقعوا فيه أهالوا عليهم الأتربة والحجارة من كل جانب فيدفنونهم أحياء في غير شفقة ولا رحمة، وكثيرا ما يكون الفريق الثاني يشاهد الرواية بعينيه وينظر مصيره المشؤوم وكثيرا ما يحضرون جموعا أخرى لمجرد شهود العذاب وإلقاء الرعب في قلوب من وراءهم من المعاندين وبلغنا أن الحكومة أباحت لجنود الميليشيا الذين لا يختلفون عن الجستابو النازي لا في قليل ولا في كثير أباحوا لهم أيام الثورة أن يقتلوا من شاءوا كيفما شاءوا وأباحوا لهم الأموال والأعراض وقيل إن جماعة منهم تذهب إلى بيت فلان من الأعيان فيطرقون بابه ويدعونه للخروج فإذا ما وصل إلى الباب أطلقوا عليه الرصاص وأردوه قتيلا من غير أدنى سبب وتذهب جماعة منهم إلى بيت فلان ويقتحمون عليه داره ويكبلونه في قيود عندهم ثم يجبرون النساء على ارتكاب الفاحشة معهم في مرأى ومسمع منه، وإذا حاول أن يدافع عن عرضه كان جزاؤه القتل الشنيع، وتذهب جماعة أخرى إلى دار فلان شاهرين السلاح فيدخلون عليه وينهبون كل ما وصلت إليه أيديهم من متاع وأثاث وكثيرا ما يتهمون صاحب الدار بأنه يملك نقودا أو أشياء ثمينة أخفاها عنهم فينزل عليه سوط العذاب لحمله على الاعتراف بما أخفي من ثمين المتاع، وقد ينتهي التعذيب بالقضاء على حياته، وبلغنا من غير واحد أن الحكومة الفرنسية أباحت مدينة فاس بمراكش مدة ثلاثة أيام لجنود السنعال والفرنسيين وشملت الإباحة النفوس والأموال والأعراض فعاثوا في المدينة فسادا فامتدت الأيدي اللئيمة إلى أعراض المسلمين في حيوانية ووحشية تدمي القلوب وذهبت ضحيتها أموال وأرواح لا يسأل المجرمين فيها إلا الله يوم القيامة، وبلغنا أن السلطات حكمت على طائفة من خيرة الشباب بالإعدام في أنحاء مراكش بتهمة الاشتراك في الثورة، وإمعانا في الانتقام والإغاظة فرضت على أولياء أمورهم أن يحضروا تنفيذ حكم الإعدام ومن أراد أن يمتنع يكون جزاؤه السجن

نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست