responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم نویسنده : الطويل، يوسف    جلد : 1  صفحه : 214
حركة الأنبياء (ثقافة الانفتاح)
بدأت حركة الأنبياء مع الهزات الكبيرة في تاريخ اسرائيل منذ منتصف القرن الثامن ق. م. ولم يكتف الانبياء بالتنبؤ بالكارثة مشيرين إلى انها عقاب من يهوه على شعبه الجاحد بل راحوا يرسمون له رؤى مستقبلية تتجاوز النكبة. لقد انجز الانبياء نقله نوعية ضخمة في هذه العقيدة واحتفضوا بما فيها من جوهر وهو أن للتاريخ معنى، ولكنهم لم يعودوا يبحثون عن هذا المعنى في الماضي وفي الوعد بالأرض والسلطة لصالح شعب واحد فحسب يدين بانتصاراته لمشيئة الله ... بل راحوا يفتحون هذا التاريخ على المستقبل ليعطوه مغزى كونياً: فالهزائم والانتصارات عل حد سواء هى جزء من مشروع الهي. وفي هذا المنظور الجديد يمكن أن ينظر إلى ملك آشور وملك بابل الجديدة نبوخذ نصر وقورش ملك فارس على أنهم أداة تنفذ الإرادة الإلهية. وهكذا وعلى الرغم من ضعف مكانة اسرائيل السياسية ظلت محوراً للتاريخ: فالانهزامات والانتصارات كلها مظاهر تترجم عن مشروع الله تجاه (شعبه) [1].
فعندما قام الملك الآشوري شلمنصر الخامس، ومن بعده سرجون الثاني بتأديب هوشع آخر ملوك (إسرائيل) وقضى على دولته سنة 721 ق. م، وقام الآشوريون بنقل سكان إسرائيل إلى حران والخابور وكردستان وفارس وأحلوا مكانهم جماعات من الآراميين، فان ذلك لم يكن الا عقاب الهي لليهود لعدم التزامهم بالعهد والشريعه. فمملكة (يهودا 923 - 586 ق. م) انتشرت فيها العبادة الوثنية وفسدت أخلاق القوم بشيوع اللواط، ويقال ان احد ملوكهم يوحاز بن يوتام علق قلبه بحب الأوثان حتى إنه ضحى بأولاده على مذابح الآلهة الوثنية وأطلق لنفسه عنان الشهوات والشرور، وأضل منسي بن حزقيا قومه عن عبادة الله وأقام معابد وثنية.
ولهذا قإن أشعيا بعد ان فضح - في القرن السابع ق. م، وأرميا في القرن السادس- عيوب قادة اسرائيل وخيانتهم للعهد الأول بشرا بعهد جديد، عهد يمتاز باسيحائه الوجدان الداخلي وبانفتاحه على ماهو عالمي. على هذا فإن انجاز هذا

[1] فلسطين ارض الرسالات السماوية - روجيه جارودي - ترجمة قصي اتاسي- ميشيل واكيم - ص88
نام کتاب : الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم نویسنده : الطويل، يوسف    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست