الإصلاح والتغيير، كيف يتكون الدعاة؟ مؤامرات الأعداء على الإسلام وأهله، هل للداعية أن يرتبط بجماعة إسلامية؟ وما مواصفات الجماعة التي يرتبط بها الداعية؟ ما العقبات التي تواجه الدعاة؟ وبإمكان الداعية أن يصنف هذه المواضيع الهامة ليتناولها واحدةً بعد واحدةٍ في الوقت المناسب، وهكذا حتى ينتهي منها، ويطمئن أنه قد أدى رسالته، وأن دعوته قد آتت أكلها بفضل الله -عز وجل- ثم بفضل التزامه بضوابط الخطاب الدعوي، وابتعاده عن مثالب الخطاب الدعوي.
ضرورة توافر النطق الجيد لدى الخطيب، وحسن الصوته وتمرينه
أما الإمام محمد أبو زهرة -رحمه الله- فقد حدثنا عن مثالب الدعوة أو مثالب الخطاب الدعوي وطرق علاجها، فقال -رحمه الله- عما يجب على الداعية أن يلتزمه أثناء خطابه، قال: النطق الحسن هو الدعامة الأولى للإلقاء الجيد، وإذا اعترى النطق ما يفسده ضاع الإلقاء، فضاعت معه الخطبة وأثرها، وفقد الخطيب ما يسمو إليه من وراء البيان، ولا شيء يذهب بالمعنى الجيد أكثر من النطق الرديء، وكثيرًا ما يفهم المعنى على غير وجهه؛ لأن النطق قلبه، ولم يصوره تصويرًا صادقًا.
والنطق الجيد يحتاج إلى عناصر أربعة لا بد من توافرها، فإذا فقد أحدها ذهب أحد أركانه فاختل بنيانه، وها هي:
أولًا: تجويد النطق:
بأن يخرج الحروف من مخارجها الصحيحة، فلا ينطق بالثاء سينًا، ولا بالذال زايًا، ولا بالجيم كما ينطق العامة "جيمًا" وهكذا كل مخارج الحروف.