فهل عرفتَ أخي الداعية الخطوات العملية التي تجعل منك محاضرًا موفقًا؛ بحسن اختيارك للموضوع، تتفهم أحوال الناس وتعالج مشاكلهم، وبإحكامك تحضير المحاضرة تنفع الجمهور وترجو الخير لهم، وباستحضارك شواهد الأفكار يتفاعل سامعوك وتحرك مشاعرهم، وبمزجك بين الموضوعية والعاطفة في المحاضرة تشبع في الحضور عقولهم وأرواحهم، وبربطك الموضوع بالهدف الإسلامي تؤثر في الحاضرين وتصلحهم، وباعتمادك في المواقف على الارتجال تتعرف على أحوال المسلمين وتجذبهم، وبإقلالك من الحركات والإشارات تحظى باحترام الموجودين وتكسب ثقتهم، وبإحيائك المشاعر الربانية في أبناء الجيل تضمن تقواهم وانطلاقتهم.
فاحرص أخي الداعية على أن تخطو في محاضراتك كلها هذه الخطوات، وتتروض على هذه المراحل؛ لتكون بإذن الله الداعية الناجح والمحاضر الموفق، والله سبحانه يتولاك محاضرًا وخطيبًا وداعيةً، ويحقق مجد الإسلام على يديك، ويقيم عز المسلمين على ساعديك إنه خير مسئول وبالإجابة جدير.
الفرق بين المحاضرة والخطبة:
نستطيع أن نلمح فروقًا اصطلاحية بين المحاضرة والخطبة فيما يأتي:
أولًا: يغلب على المحاضرة صبغة تقرير الحقائق وتثبيت المعاني، أما الخطبة فيغلب عليها صبغة إثارة العواطف والمشاعر والوعظ.
ثانيًا: عناصر المحاضرة أشبه بالقواعد والأصول والأحكام، أما عناصر الخطبة فأشبه بالخواطر العارضة والمعاني الطارئة.
ثالثًا: تحتاج عناصر المحاضرة إلى الشرح والاستشهاد، أما الخطبة فشأنها الاسترسال مع ما يحضر من الخواطر والمعاني.