responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب نویسنده : الخطيب، عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 104
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معلم من معالم الأمة الإسلامية، وسمة من سماتها، فلا يخلو زمان، أو مكان في مجتمع المسلمين من آمرين بالمعروف، وناهين عن المنكر، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [1].ويلاحظ في الآية الكريمة، أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد تقدما على الإيمان بالله، وفي ذلك إشارة إلى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فطرة مستقرة في الإنسان، إذا نزعت إليها النفس استقام طريقها إلى الإيمان بالله والتقت به من قريب.. فكانت أشبه بالأرض الطيبة المتعطشة إلى الماء فإذا أصابها الماء.. اهتزت وربت، وأنبتت من كل زوج كريم، وإذا هي تلك الأرض الخاشعة أي الضارعة إلى الله، الطالبة لحياتها من الماء كما يقول تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [2].فإذا كان هذا الجماد يخشع ضارعا لله، يلتمس رحمته، إذا حل به ما يعطل وظيفته أفلا يتجه الإنسان إلى ربه خاشعا ضارعا، إذا تعطلت معطيات إنسانيته، وانحرفت عن سواء السبيل؟ ولكن ما أكثر الناس الذين تذهب معالم إنسانيتهم، وتتعطل معطيات الخير فيهم ثم لا يشعرون مع هذا إلى ما أصابهم، فأصبحوا دون عالم الجماد إحساسا وشعورا. وفي هؤلاء يقول الله تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا

[1] سورة آل عمران آية: 110.
[2] سورة فصلت آية: 39.
نام کتاب : الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب نویسنده : الخطيب، عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست