responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 78
وأعمالهم وآثارهم، ولو كانوا آباء أو أجدادا أو إخوة، فالإسلام قد قطع جميع الصلات بين المسلمين المؤمنين بالله الواحد الأحد، وبين المشركين الجاحدين، السابقين منهم واللاحقين، فيحرم على المسلم المؤمن الموحد لله أن يفتخر أو يفاخر أو يعظم المشركين ومعبوداتهم وآثارهم، لأن الفخر بهم إقرار لهم على شركهم، ورضى بكفرهم، ولا يصدر هذا وأمثاله ممن آمن بربه، ودرى أن الشرك باطل وظلم عظيم: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} وأن المشركين كانوا على ضلال مبين.
لمثل هذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم من آمن من قومه - قريش - عن الافتخار بآبائهم، لأنهم كانوا مشركين، والشرك لا يستحق التعظيم والفخر به والانتساب إليه.
جاءت الأخبار تذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف عند باب الكعبة - المشرفة - يوم فتح مكة المكرمة - وخاطب قومه قريشا بأن يدعوا مما كانوا عليه من الفخر بآبائهم المشركين الضالين، فبعد أن وحد الله وأثنى عليه بما يليق بجلاله، بين أن الله هو الذي أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم قال:
(يا معشر قريش ... إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب، ثم تلا هذه الآية:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [1].
وأخرج أبو داود في سننه، في كتاب "الأدب" تحت عنوان (التفاخر بالأنساب) بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية [2] الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن

[1] سيرة ابن هشام، والآية 13 من سورة الحجرات.
[2] عبية بضم العين وكسرها وكسر الباء وفتح الياء المشددتين هي التعاظم والتفاخر.
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست