نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 28
أهل (فسا)، وأبطل ملة المزدكية، وقتل على ذلك خلقا كثيرا وسفك من الدماء بسبب أبطال هذين المذهبين ما لا يحصى كثرة، وقتل قوما من المانوية) [1].
وزاد النويري بعد الذي تقدم ذكره بقليل قوله: (وأما تدبيره - يعني به أنوشروان - في أمر المزدكية وإبطال ما فعلوه، فإنه ضرب أعناق رؤسائهم وقسم أموالهم في أهل الحاجة، وقتل جماعة كثيرة ممن عرف من الذين كانوا يدخلون على الناس في بيوتهم، ويشاركونهم في أموالهم وأهاليهم، ورد الأموال إلى أربابها، وأمر بكل مولود اختلف فيه أن يلحق بمن هو في سيمائه، وأمر بكل امرأة غلب عليها أن يؤخذ الغالب عليها حتى يغرم لها مهر مثلها، ثم تخير المرأة بين البقاء عنده وبين تزويج غيره، إلا أن يكون لها زوج أول فترد إليه، وأمر بكل من أضر برجل في ماله، أو ظلمه أن يؤخذ منه الحق، ويعاقب الظالم بعد ذلك بقدر جرمه) [2].
وكان النويري قد ذكر قبل هذا كلاما يشبه في معناه ما قاله المؤرخ ابن جرير الطبري، مع شيء من التفصيل نورده هنا: (وفي أيام قباذ ظهر مزدق ويقال فيه مزدك، وتفسيره حديد الملك، وإليه تنسب المزدكية، ويقال لهم "العدلية" وقال: إن الله تعالى إنما جعل الأرزاق في الأرض مبسوطة ليقسمها عباده بينهم بالسوية، ولكن الناس يظلمون، واستأثر بعضهم على بعض، فانضم إليه جماعة وقالوا: نحن نقسم بين الناس بالسوية، ونرد على الفقراء حقوقهم من الأغنياء، ومن عنده فضل من المال، والقوت، والنساء، والمتاع وغير ذلك فليس هو له، ولا أولى به من غيره، فافترص السفلة ذلك واغتنموه واتبعوا مزدك وأصحابه، فقوي أمرهم حتى كانوا يدخلون على الرجل في داره فيغلبونه على ما فيها من ماله ونسائه، ولا يستطيع أن يردهم عنه ولا يدافعهم، ورآى الملك قباذ رأي مزدك وأصحابه وتابعهم، فازداد قوة، فلم يلبث الناس إلا قليلا حتى صار الأب لا يعرف ولده، ولا الولد يعرف والده، ولا يملك أحد شيئا، وصيرت العدلية قباذ في مكان لا يصل إليه غيرهم، فاجتمعت الفرس على خلع قباذ من الملك، ففعلوا ذلك) [3]. [1] المانوية كالمزدكية، مذهب منسوب إلى ماني بن فاتك المجوسي. [2] نهاية الارب ج 15 ص 191. [3] المصدر السابق ص 188 طبع دار الكتب.
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 28