نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 263
اشتراكيتهم، ولا يقبلون المناقشة فيها ولا يفسحون المجال لمن يناقشهم فيها، وهي باطلة - عقلا - لا يؤمن بها إلا غبي لا تمييز له بين الحقائق والأوهام.
وكثيرا ما أنبه إلى هذا وأحذر منه المؤمنين، كي لا ينخدعوا، ولا ينخدع شبابنا - بالخصوص - الموفق بهذه السموم التي تبث في أوساطهم، وأقول لهم لا تصدقوهم بما يقولون، فإنهم مأمورون ومأجورون على ذلك، ولو من الشيطان، بإفساد عقيدة الشباب المسلم، وأزيدهم بيانا بأمثلة واضحة بينة.
من ذلك أني أقول لهم: إن الملاحدة أنكروا وجود الخالق، كما أنكروا ما جاء من عنده، من شرائع وكتب سماوية ورسل الخ ... وآمنوا وصدقوا بما يقوله لهم رؤساؤهم، والإنسان قد يكذب ويقول خلاف الحقيقة، إذا كان له في الكذب منفعة، - ولا يكذب إلا ضعيف النفس الحقير - أما الخالق الحكيم فإنه لا منفعة له في أي شيء سواء آمن العباد أم كفروا، إذ هو الخالق لكل شيء وكفى، فأخباره كلها صادقة، لأنها وفق علمه ومشيئته.
نعلم أن العلم قدم الإنسان في هذا العصر تقدما ملموسا، وخفف عنه الكثير من أنواع العناء والعذاب، تقدم بالإنسان إلى الدوران حول الأرض في دقائق من الزمن معدودات، والصعود به إلى القمر والنزول على سطحه والجولان في بعض جهاته، وقد شاهد الناس ذلك بواسطة النظر البعيد - التلفزة - وهذا غير محال على الإنسان لما ركب فيه الخالق العليم الحكيم من قابلية واستعداد للتطور والرقي.
ومن حادثة الإخبار بنزول الإنسان على سطح القمر نأخذ منها عبرة بليغة تصل بنا إلى الاعتقاد بوجود الله وقدرته على كل شيء، وتسخيره للإنسان كل ما في هذا الكون من موجودات، قال الله تبارك وتعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [1] وقال: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي [1] سورة العنكبوت الآية 61.
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 263