responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 226
النوع في عصرنا الحاضر، فقد بلغني أن أحد الرؤساء تكلم فقال: ألم تروا إلى - فلان - الذي كان يعمل ضدي؟ فها هو الآن يعمل عندي!!
والحقيقة التي لا تخفى على أحد تنادي بأن كل من يتولى عملا كيفما كان نوعه في أجهزة الدولة هو أجير عند الأمة، يأخذ أجرة عمله من خزينة الدولة وهي - الخزينة - ملك للأمة، من الملك إلى الشرطي وإلى أبسط عامل، كلهم أجراء يأخذون أجرة عملهم من خزينة الدولة وهي ملك للأمة كما قلنا، فلا ينبغي أن يمن أحد على أحد، ذلك أن الأجير هو الخدام أو العامل الذي يعمل بأجرة، قلت فيما سبق: أن أبا العلاء المعري أخذ من تحية أبي مسلم لمعاوية مغزاها ومعناها فنظمها في قطعة شعرية ذكرها في لزومياته، فصاغها في قطعة شعرية رائعة من شعره المطبوع، تحت عنوان (جور الحكام) فقال، فيما قال:
مل المقام فكم أعاشر أمة … أمرت بغير صلاحها أمراؤها
ظلموا الرعية واستجازوا كيدها … فعدوا مصالحها وهم أجراؤها (1)
وفي هذه القصيدة ذمه للدنيا، وللفقهاء والعلماء الذين يصطادون الدنيا بالتظاهر بالعلم والدين، كي ينالوا مرغوبهم منها بالتزلف والتملق والتقرب إلى الملوك والرؤساء، وشبهها تشبيها لا يليق إلا بها وبهم فقال:
ووجدت دنيانا تشابه طامثا … لا تستقيم لناكح أقراؤها (2)
هويت ولم تسعف وراح غنيها … تعبا وفاز براحة فقراؤها
وتجادلت فقهاؤها من حبها … وتقرأت لتنالها قراؤها (3)
وإذا زجرت النفس عن شغف بها … فكأن زجر غويها إغراؤها (4)

(1) عدوا مصالحها - تجاوزوها، أجراؤها جمع أجير وهو العامل الخدام.
(2) الطامث هي المرأة الحائض، والأقراء واحدها قرء وهو الطهر وقيل الحيض.
(3) تقرأت أراد تظاهرت بالنسك والعبادة، والتقرؤ التنسك.
(4) المجلد الأول من اللزوميات ص 54 - 55 طبع دار صادر ودار بيروت.
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست