نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 222
في مجلسه وبين أفراد حاشيته ودولته، فحياه بتحية الإسلام، قائلا له:
(السلام عليك أيها الأجير) ... فرد عليه أفراد الحاشية وقالوا له قل: الأمير، فعاد أبو مسلم الخولاني إلى التحية الأولى وقال: السلام عليك أيها الأجير، فرد عليه القوم ثانية كالأولى، وأبو مسلم يعيد نفس القول الأول، ويحيي الأمير - معاوية - بعنوان الأجير، ومعاوية يسمع ما يدور بين الزائر والحاشية - ومعاوية هو معاوية في دهائه ونظره البعيد - ثم تكلم معاوية إلى حاشيته وأفراد دولته - من غير أن يغضب - وحسم الخلاف بين أبي مسلم والحاشية، فقال لهم: (دعوا أبا مسلم هو أعلم بما يقول).
هذه هي تربية الإسلام للمسلمين الذي سوى بينهم، فلا ميزة بين الأمير والمأمور، ولا بين الحاكم والمحكوم، ولا بين الغني والفقير، وكان إلى جانبهم دولتا الفرس والروم، ومع هذا لم يتأثروا بما كان يجري في تلك القصور من حفلات ومجالس، ولربما بلغ بهم الخضوع إلى أن يرفعوا مقام (كسرى، أو قيصر) إلى مقام التقديس، وقد أراد بعض الصحابة أن يحترم الرسول صلى الله عليه وسلم فحياه بانحنائه - كالأعاجم - وقال له: إن الروم يحيون قياصرتهم هكذا - لأنه رآهم في الشام - فنهاه الرسول صلى الله عليه وسلم عن العودة إلى مثلها، وقال له: ((إن ذلك لا يكون إلا لله رب العالمين))، بل وطلب منه بعض الصحابة أن يأذن له في السجود له فنهاه، لأن ذلك لله.
قلنا إن ذلك من تربية الإسلام للراعي والرعية، وهي تربية استقلال - لا تربية استغلال - وحرية وكرامة نفسية، ذلكم هو الإسلام العظيم الذي كون أمة عظيمة، والذي صار - الآن - ينعت من طرف الأغبياء الجهلة المأجورين العملاء للأجنب - بالرجعي - أين نجد هذه المساواة الآن.؟؟؟
ترى ماذا يحدث لو دخل رجل من عامة الناس في زمننا هذا - بعد أن يؤذن له بالدخول من الأبواب الحديدية المحروسة بالجنود - على وزير، أو رئيس، أو ملك وقال له: السلام عليك أيها الأجير؟ ماذا يكون موقف ذلك الوزير أو الرئيس أو الملك من هذا الرجل الشعبي .. ؟؟ من غير جدال إن كل واحد من أولئك يغضب من هذه التحية غير اللائقة - في العرف الدولي - بالمقام الرفيع العالي، أو بصاحب الفخامة، أو الجلالة، الخ، ونحن في
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 222