نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 220
دعي زنديق، فمد لسانه ويده إلى جوهر حياة المسلم، وهو الإسلام ونال منه، ذلك أن العلماء مسؤولون - أمام الله - عن ضياع ما بقي من الإسلام، وعندما تركوا الذب عنه تطاولت إلى حماه الثعالب وأكثرت - من الصياح - وهم ساكتون - وخصوم الإسلام غير ساكتين - لاهون بغيره، وقد شرفهم الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال في العاملين المخلصين منهم، وهم العدول المدافعون عن الدين الحق في قوله: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله الخ ...). إن الأمة الإسلامية تنتظر أقوال علمائها المخلصين في هذا الرجل الذي تجرأ هذه الجرأة الغريبة وتطاول إلى ما يعظمه المسلمون، فقال فيه ما قال. فأقواله وأفعاله وحدها كافية في الحكم عليه بالمروق من الإسلام، فإذا مات فإنه لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين - إذ له قبره الخاص به - لأنه نافق والنبي صلى الله عليه وسلم نهاه الله عن الصلاة على المنافقين في قوله: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} سورة التوبة الآية 84. على العلماء أن يقولوا له: (إن بني عمك فيهم رماح).
والملاحظ هنا أن رؤساء الدول الإسلامية في هذا الوقت أولوا عناية خاصة بأشخاصهم فسنوا لها ولحمايتها القوانين الزاجرة والأحكام القاسية، أعدوها لكل من يتكلم في شخص رئيس الدولة أو الحكومة، من غير أن يذكروا في قوانينهم ما ينال رئيس الدولة أو الحكومة إذا خرج هو عن الطريق المستقيم، كل ذلك ليرفعوا مكانتهم عن أن تنالهم الأحكام أو العقوبات التي تنال غيرهم، فقدسوا أنفسهم تقديسا كبيرا لم يعطوا منه شيئا للرسل والخالق والأديان، إن حكم الله - لا حكم البشر - ينال كل من اعتدى وخرج عن طريق الحق والصواب، وحق الله على العلماء مقدم على حق رؤساءهم عليهم.
فهو واحد من رجلين، إما أن يكون أصابه "الخرف" وهو فساد العقل من كبر السن، فأصيب في عقله، والعقل أفضل ما في الإنسان، وهنا لم يعد صالحا لإدارة دفة الحكومة، فالواجب على شعبه إبعاده عنها، وأما أن يكون سليم العقل كامل الإدراك، وهنا يتحمل ما قال فتلقى عليه تبعات أقواله، فالحكم هنا للدين الذي يمثله العلماء. أما أن يبقى هكذا
نام کتاب : المزدكية هي أصل الاشتراكية نویسنده : سلطاني، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 220